ج ١، ص : ١٦٩
أنا دونه ولم أشك فكيف يشك إبراهيم «١»؟!.
٢٦٠ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ : الدّيك، والطاوس، والغراب، والحمام «٢».
فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ : قطّعهنّ «٣»، فيكون إِلَيْكَ من صلة فَخُذْ. أو معناه : أملهن «٤»، صاره يصيره ويصوره. والصّوار : قطعة من المسك «٥» من القطع، ومن إمالة حاسّة الشمّ إليها، والصّورة لأنها تميل إليها النّفوس «٦»، ولأنها على تقطيع وتقدير.
٢٦١ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ : أي : مثل أموالهم «٧».
_
(١) ينظر الشفا للقاضي عياض : ٢/ ٦٩٧، وفتح الباري : ٦/ ٤٧٥، كتاب الأنبياء، باب قول اللّه عز وجل : وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ....
(٢) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره : ١/ ٤٦٦ :«اختلف المفسرون في هذه الأربعة : ما هي؟
وإن كان لا طائل تحت تعيينها، إذ لو كان في ذلك مهم لنصّ عليه القرآن...».
(٣) معاني الفراء : ١/ ١٧٤، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ٨٠، وغريب القرآن لليزيدي : ٩٨، ومعاني الزجاج : ١/ ٣٤٥، ومعاني النحاس : ١/ ٢٨٦.
(٤) غريب القرآن لليزيدي : ٩٨، وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٩٦ :«يقال صرت الشيء فانصار، أي : أملته فمال. وفيه لغة أخرى :«صرته» بكسر الصاد».
وانظر تفسير الطبري : ٥/ ٤٩٥، ونقل الزجاج في معانيه : ١/ ٣٤٥ عن أهل اللّغة قولهم :
«معنى صرهن أملهن إليك وأجمعهن إليك». قال الزجاج :«قال ذلك أكثرهم».
ونقل النحاس في معانيه : ١/ ٢٨٦ عن الكسائي قال :«من ضمّها جعلها من صرت الشيء أملته وضممته إليّ، وصر وجهك إليّ أي أقبل به».
قال ابن عطية في المحرر الوجيز : ٢/ ٤٢٣ :«فقد تأول المفسرون اللّفظة، بمعنى التقطيع، وبمعنى الإمالة فقوله :«إليك» على تأويل التقطيع متعلق ب فَخُذْ، وعلى تأويل الإمالة والضم متعلق ب فَصُرْهُنَّ وفي الكلام متروك يدل عليه الظاهر تقديره : فأملهن إليك وقطعهن...».
(٥) ينظر معاني القرآن للنحاس : ١/ ٢٨٧، وتهذيب اللغة : ١٢/ ٢٢٨، والنهاية : ٣/ ٥٩.
(٦) في تهذيب اللّغة : ١٢/ ٢٢٨ عن الليث :«الصّور : الميل، والرجل يصور عنقه إلى الشيء :
إذا مال نحوه بعنقه...» وينظر النهاية : ٣/ ٥٩، واللسان : ٤/ ٤٧٤ (صور).
(٧) قال الطبري - رحمه اللّه تعالى - في تفسيره : ٥/ ٥١٢ :«و هذه الآية مردودة إلى قوله : مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة : ٢٤٥].
ونقل ابن الجوزي في زاد المسير : ١/ ٣١٦ عن ثعلب قال :«إنما المثل - واللّه أعلم - للنفقة، لا للرجال، ولكن العرب إذا دل المعنى على ما يريدون، حذفوا، مثل قوله تعالى :
وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ فأضمر «الحب» لأن المعنى معلوم، فكذلك ها هنا. أراد :
مثل الذين ينفقون أموالهم...».
(١) ينظر الشفا للقاضي عياض : ٢/ ٦٩٧، وفتح الباري : ٦/ ٤٧٥، كتاب الأنبياء، باب قول اللّه عز وجل : وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ....
(٢) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره : ١/ ٤٦٦ :«اختلف المفسرون في هذه الأربعة : ما هي؟
وإن كان لا طائل تحت تعيينها، إذ لو كان في ذلك مهم لنصّ عليه القرآن...».
(٣) معاني الفراء : ١/ ١٧٤، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ٨٠، وغريب القرآن لليزيدي : ٩٨، ومعاني الزجاج : ١/ ٣٤٥، ومعاني النحاس : ١/ ٢٨٦.
(٤) غريب القرآن لليزيدي : ٩٨، وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٩٦ :«يقال صرت الشيء فانصار، أي : أملته فمال. وفيه لغة أخرى :«صرته» بكسر الصاد».
وانظر تفسير الطبري : ٥/ ٤٩٥، ونقل الزجاج في معانيه : ١/ ٣٤٥ عن أهل اللّغة قولهم :
«معنى صرهن أملهن إليك وأجمعهن إليك». قال الزجاج :«قال ذلك أكثرهم».
ونقل النحاس في معانيه : ١/ ٢٨٦ عن الكسائي قال :«من ضمّها جعلها من صرت الشيء أملته وضممته إليّ، وصر وجهك إليّ أي أقبل به».
قال ابن عطية في المحرر الوجيز : ٢/ ٤٢٣ :«فقد تأول المفسرون اللّفظة، بمعنى التقطيع، وبمعنى الإمالة فقوله :«إليك» على تأويل التقطيع متعلق ب فَخُذْ، وعلى تأويل الإمالة والضم متعلق ب فَصُرْهُنَّ وفي الكلام متروك يدل عليه الظاهر تقديره : فأملهن إليك وقطعهن...».
(٥) ينظر معاني القرآن للنحاس : ١/ ٢٨٧، وتهذيب اللغة : ١٢/ ٢٢٨، والنهاية : ٣/ ٥٩.
(٦) في تهذيب اللّغة : ١٢/ ٢٢٨ عن الليث :«الصّور : الميل، والرجل يصور عنقه إلى الشيء :
إذا مال نحوه بعنقه...» وينظر النهاية : ٣/ ٥٩، واللسان : ٤/ ٤٧٤ (صور).
(٧) قال الطبري - رحمه اللّه تعالى - في تفسيره : ٥/ ٥١٢ :«و هذه الآية مردودة إلى قوله : مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة : ٢٤٥].
ونقل ابن الجوزي في زاد المسير : ١/ ٣١٦ عن ثعلب قال :«إنما المثل - واللّه أعلم - للنفقة، لا للرجال، ولكن العرب إذا دل المعنى على ما يريدون، حذفوا، مثل قوله تعالى :
وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ فأضمر «الحب» لأن المعنى معلوم، فكذلك ها هنا. أراد :
مثل الذين ينفقون أموالهم...».