ج ١، ص : ١٩١
فمنع كلام النّاس ولم يمنع ذكر اللّه «١».
والرّمز : الإيماء الخفيّ «٢».
وإنّما ألقوا الأقلام «٣» وضربوا عليها بالقداح تفاديا عنها «٤» لأنّ السّنين «٥» ألحّت عليهم. وقيل «٦» : بل تنافسوا في كفالتها مقترعين فقرعهم زكريا.
وسمّي بالمسيح «٧» لأنه مسح بالتبرك «٨»، أو مسحه إيلياء/ بالدّهن، [١٨/ ب ] «فعيل» بمعنى «مفعول» «٩» كالصّريع والجريح، وقيل ما مسح ذا عاهة إلّا برأ «١٠» بمعنى «الفاعل» كالرّحيم والعليم.

_
(١) بدليل قوله تعالى : وَاذْكُرْ رَبَّكَ وسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ.
(٢) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٠٥، وقال الزجاج في معاني القرآن : ١/ ٤٠٩ :«و الرمز في اللّغة كل ما أشرت به إلى بيان بلفظ، أي بأي شيء أشرت، أبفم أم بيد أم بعينين.
والرمز والترمز في اللّغة الحركة والتحرّك»
.
وفي اللسان : ٥/ ٣٥٦ (رمز) :«الرّمز : تصويت خفي باللسان كالهمس، ويكون تحريك الشفتين بكلام غير مفهوم باللّفظ من غير إبانة بصوت إنما هو إشارة بالشفتين...».
(٣) إشارة إلى قوله تعالى : وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ [آية : ٤٤].
والأقلام : السهام قال الزجاج في معاني القرآن : ١/ ٤١١ :«و إنما قيل للسّهم القلم لأنه يقلم أي يبرى وكل ما قطعت منه شيئا بعد شيء فقد قلمته...».
(٤) ذكره الماوردي في تفسيره : ١/ ٣٢٣ عن سعيد. [.....]
(٥) المراد ب «السنين» هنا شدّة الجدب والقحط.
(٦) أخرجه الطبري في تفسيره :(٦/ ٤٠٨، ٤٠٩) عن مجاهد، وقتادة، والضحاك.
ونقله الماوردي في تفسيره : ١/ ٣٢٣ عن ابن عباس، وعكرمة، والحسن، والربيع.
(٧) من قوله تعالى : إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ [آية : ٤٥].
(٨) أشار ناسخ الأصل إلى نسخة أخرى ورد فيها : بالبركة. وكذا ورد في تفسير الطبري :
٦/ ٤١٤ عن سعيد، وفي تفسير الماوردي : ١/ ٣٢٤، وزاد المسير : ١/ ٣٨٩ عن الحسن وسعيد بن جبير.
(٩) تفسير الطبري : ٦/ ٤١٤، وفيه :«يعني مسحه اللّه فطهره من الذنوب».
(١٠) نقله البغوي في تفسيره : ١/ ٣٠٢، وابن الجوزي في زاد المسير : ١/ ٣٨٩، والقرطبي في تفسيره : ٤/ ٨٩ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما.
وانظر المحرر الوجيز : ٣/ ١١٩، وتفسير ابن كثير : ٢/ ٣٤.


الصفحة التالية
Icon