ج ١، ص : ١٩٧
آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به.
أو هي لام الابتداء، و«ما» بمعنى «الذي» «١»، أي : الذي آتيتكم لتؤمنن به، ولام لَتُؤْمِنُنَّ لام القسم، كقولك لزيد : واللّه لتأتينه.
ومن قرأ : لَما «٢» آتَيْتُكُمْ كان من أجل : ما آتيتكم أخذ الميثاق «٣»، أو يكون بمعنى بعد «٤»، أي : بعد ما آتيتكم كقولك : لثلاث خلون.
وقرئ لما «٥» ويعود معنى الكلام إلى الشرط، كقولك : لمّا جئتني أكرمتك.
٨٣ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ : الفاء لعطف جملة على جملة «٦».

_
(١) هو قول الأخفش في معانيه : ١/ ٤١٣، وأبي علي الفارسي في الحجة :(٣/ ٦٤، ٦٥)، وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي : ١/ ١٦٥، والكشاف : ١/ ٤٤١، والدر المصون :
٣/ ٢٨٤.
(٢) بكسر اللّام وتخفيف الميم، وهي قراءة حمزة كما في السبعة لابن مجاهد : ٢١٣، والتبصرة لمكي : ١٧٣.
(٣) قال أبو علي في الحجة : ٣/ ٦٢ :«وجه قراءة حمزة لما أتيتكم بكسر اللام أنه يتعلق بالأخذ كأن المعنى : أخذ ميثاقهم لهذا، لأن من يؤتى الكتاب والحكمة يؤخذ عليه الميثاق لما أوتوه من الحكمة، وأنهم الأفاضل وأماثل الناس...».
(٤) ذكر السمين الحلبي في الدر المصون :(٣/ ٢٨٧، ٢٨٨) في توجيه هذه القراءة أربعة أوجه، وقال في هذا الوجه :«و هو أغربها... وهذا منقول عن صاحب النظم ولا أدري ما حمله على ذلك؟ وكيف ينتظم هذا كلاما، وإذ يصير تقديره : إذ أخذ اللّه ميثاق النبيين بعد ما آتيناكم، ومن المخاطب بذلك؟».
(٥) بتشديد لما وهي قراءة سعيد بن جبير والحسن رضي اللّه عنهما.
ينظر الكشاف : ١/ ٤٤١، والتبيان للعكبري : ١/ ٢٧٦، وتفسير القرطبي : ٤/ ١٢٦، والبحر المحيط : ٢/ ٥٠٩، والدر المصون : ٣/ ٢٩٠.
(٦) الكشاف : ١/ ٤٤١، والدّر المصون : ٣/ ٢٩٥.
قال الزمخشري :«و المعنى : فأولئك هم الفاسقون فغير دين اللّه يبغون، ثم توسطت الهمزة بينهما. ويجوز أن يعطف على محذوف تقديره : أيتولون فغير دين اللّه يبغون، وقدّم المفعول الذي هو غير دين اللّه على فعله لأنهم أهم من حيث إن الإنكار الذي هو معنى الهمزة متوجه إلى المعبود الباطل».


الصفحة التالية
Icon