ج ١، ص : ٢١
وقد اطلعت على هذا الكتاب فوجدته حافلا بالشواهد الشعرية، والأمثال، كما يعنى فيه المؤلف بذكر الأحاديث والآثار... وغير ذلك من الفوائد التي أوردها المؤلف - رحمه اللّه - في حل الآيات المشكلة، وأورد فيه - أيضا - ردودا على الآراء الفاسدة لبعض الفرق، كما صنع مع المعتزلة في مسألة الصّرفة «١»، وقضية النسخ في القرآن... وغير ذلك «٢».
٣ - جمل الغرائب «٣»، وهو كتاب في غريب الحديث ومشكله، قسمه المؤلف - رحمه اللّه - أربعة عشر كتابا وهي :
الأول : كتاب التوحيد والإيمان وما جاء في القرآن.
الثاني : كتاب النبوات وذكر بعض المعجزات.
الثالث : كتاب البدء والحياة والحال والمآل.
الرابع : كتاب الموت والبعث والثواب والعقاب.
الخامس : كتاب العبادات.
السادس : كتاب أحكام المعاملات.
السابع : كتاب زواجر الجنايات.
الثامن : كتاب الحرب والسلطان.

_
(١) معنى القول بالصرفة، أن اللّه صرف العرب عن معارضة القرآن مع قدرتهم عليها، فكان هذا الصرف خارقا للعادة. وينسب هذا القول إلى أبي إسحاق إبراهيم بن سيار النظّام المعتزلي، وإلى طائفة من علماء المعتزلة.
قال القاضي أبو بكر الباقلاني في كتابه إعجاز القرآن : ٣٠ :«و مما يبطل ما ذكروه من القول بالصّرفة أنه لو كانت المعارضة ممكنة - وإنما منع منها الصّرفة - لم يكن الكلام معجزا، وإنما يكون المنع هو المعجز، فلا يتضمن الكلام فضيلة على غيره في نفسه» ا ه. [.....]
(٢) وضح البرهان :(١/ ١٥٨، ٢١٧، ٢١٩).
(٣) ينظر في نسبة هذا الكتاب إليه في معجم الأدباء : ١٩/ ١٢٤، وبغية الوعاة : ٢/ ٢٧٧، وطبقات المفسرين للداودي : ٢/ ٣١١، وكشف الظنون : ١/ ٦٠١، وهدية العارفين :
٢/ ٤٠٣.


الصفحة التالية
Icon