ج ١، ص : ٢١٩
واسم الشّهيد لأنّ أرواحهم أحضرت دار السّلام وأرواح غيرهم لا تشهدها إلى يوم البعث «١»، أو لأنّ اللّه شهد لهم بالجنّة «٢».
ولما أراد معاوية أن يجري العين عند قبور الشّهداء أمر مناديا فنادى بالمدينة : من كان له قتيل فليخرج إليه، فخرجنا إليهم «٣» وأخرجناهم رطابا، فأصاب المسحاة إصبع رجل من الشّهداء فانقطرت دما «٤».
١٧٣ الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ : هو نعيم «٥» بن مسعود، ضمن له أبو سفيان مالا ليجبّن المؤمنين ليكون التأخر منهم «٦». وإقامة الواحد مقام الجمع لتفخيم الأمر، أو للابتداء كما لو انتظرت قوما، فجاء واحد قلت :
جاء النّاس.
١٧٥ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ : يخوّفكم أولياءه «٧»، أو يخوّف بأوليائه،

_
(١) اللسان : ٣/ ٢٤٢ (شهد).
(٢) ذكره ابن الجوزي في غريب الحديث : ١/ ٥٧٠ عن ثعلب.
وانظر النهاية : ٢/ ٥١٣، واللسان : ٣/ ٢٤٢ (شهد).
(٣) ذكر الفخر الرازي في تفسيره : ٩/ ٩٦ أن القائل هو جابر بن عبد اللّه.
(٤) راجع هذه الرواية في تفسير الفخر الرازي : ٩/ ٩٦.
(٥) نعيم - بضم النون وبالعين المهملة - بن مسعود بن عامر بن أنيف الأشجعي. صحابي جليل، أسلم ليالي الخندق، وهو الذي أوقع الخلف بين الحيين قريظة وغطفان في وقعة الخندق.
ترجمته في الاستيعاب (٤/ ١٥٠٨، ١٥٠٩)، وأسد الغابة : ٥/ ٣٤٨، والإصابة :
٦/ ٤٦١.
(٦) المغازي للواقدي : ١/ ٣٢٧، وطبقات ابن سعد : ٢/ ٥٩، وتاريخ الطبري :(٢/ ٥٦٠، ٥٦١).
(٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٧/ ٤١٦ عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة.
قال الزجاج في معاني القرآن : ١/ ٤٩٠ :«قال أهل العربية : معناه يخوفكم أولياءه، أي من أوليائه، والدليل على ذلك قوله جل وعز : فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ أي :
كنتم مصدقين فقد أعلمتكم أني أنصركم عليهم فقد سقط عنكم الخوف»
. [.....]


الصفحة التالية
Icon