ج ١، ص : ٢٥٢
على الحال، كقولك : جاءني فلان ذهب عقله «١». وإن كان المعنى دعاء فهو اعتراض «٢».
٩١ أُرْكِسُوا فِيها : وجدوا راكسين، أي : مقيمين عليها.
٩٢ إِلَّا خَطَأً : استثناء منقطع بمعنى «لكن» «٣».
مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ : أي : كفار، إذ لا يرثون المؤمن «٤».
[٢٥/ أ] مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ : أهل الذمّة «٥»/.

_
(١) عن معاني القرآن للفراء : ١/ ٢٨٢. وقال الطبري في تفسيره : ٩/ ٢٢ :«و في قوله : أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ، متروك، ترك ذكره لدلالة الكلام عليه. وذلك أن معناه : أو جاءوكم قد حصرت صدورهم، فترك ذكر «قد» لأن من شأن العرب فعل مثل ذلك. تقول :«أتاني فلان ذهب عقله»، بمعنى : قد ذهب عقله...».
وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٢/ ٨٩، ومعاني القرآن للنحاس : ٢/ ١٥٦، ومشكل إعراب القرآن لمكي : ١/ ٢٠٥، والبحر المحيط : ٣/ ٣١٧.
قال السّمين الحلبي في الدر المصون : ٤/ ٦٦ :«إذا وقعت فعلا ماضيا ففيها خلاف : هل يحتاج إلى اقترانه ب «قد» أم لا؟ والراجح عدم الاحتياج لكثرة ما جاء منه، فعلى هذا لا تضمر «قد» قبل «حصرت» ومن اشترط ذلك قدّرها هنا».
(٢) هو قول المبرد في المقتضب : ٤/ ١٢٤ وقال القرطبي في تفسيره : ٥/ ٣١٠ :«و ضعفه بعض المفسرين»، ونقل أبو حيان في البحر المحيط : ٣/ ٣١٧، والسّمين الحلبي في الدر المصون : ٣/ ٦٦ رد أبي على الفارسي على قول المبرد ب «أنا مأمورون بأن ندعو على» الكفار بإلقاء العداوة بينهم فنقول :«اللهم أوقع العداوة بين الكفار» لكن يكون قوله : أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ نفي ما اقتضاه دعاء المسلمين عليهم».
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز :(٤/ ١٦٥، ١٦٦) :«و قول المبرد يخرج على أن الدعاء عليهم بأن لا يقاتلوا المسلمين تعجيزا لهم، والدعاء عليهم بأن لا يقاتلوا قومهم تحقير لهم، أي : هم أقل وأحقر، ويستغنى عنهم، كما تقول إذا أردت هذا المعنى : لأجعل اللّه فلانا عليّ ولا معي أيضا، بمعنى استغنى عنه واستقل دونه».
(٣) تفسير الطبري : ٩/ ٣١، ومعاني القرآن للزجاج : ٢/ ٩٠، ومعاني القرآن للنحاس :
(٢/ ١٥٨، ١٥٩)، والتبيان للعكبري : ١/ ٣٨٠، والدر المصون : ٤/ ٦٩.
(٤) أي : إذا كان القتيل مؤمنا وقومه لا يزالون على الكفر فلا تؤدى لهم الدية. [.....]
(٥) تفسير الطبري : ٩/ ٤١، ومعاني القرآن للنحاس : ٢/ ١٦٣، وتفسير الماوردي : ١/ ٤١٦.


الصفحة التالية
Icon