ج ١، ص : ٢٧٨
[٢٧/ ب ] ٦٠ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ : أي : الشيطان «١»، فعطف الفعل على مثله وإن اختلفا في الفاعل.
٦١ وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ : أي : دخلوا وخرجوا بالكفر، لا بما أظهروه «٢»، أو استمروا على الكفر وتصحّفوا فيه.
قال معاوية : أبو بكر رضي اللّه عنه - سلم من الدنيا وسلمت منه، وعمر عالجها وعالجته، وعثمان رضي اللّه عنه نال منها ونالت منه، وأما أنا فقد تصحّفت فيها ظهرا لبطن «٣».
٦٣ لَوْ لا يَنْهاهُمُ : هلّا ينهاهم، و«لو لا» في الماضي توبيخ وفي المستقبل تحريض «٤».
٦٦ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ : النّجاشيّ وبحيرا «٥» وأمثالهما القائلون في عيسى بالحق «٦».

_
(١) معاني القرآن للزجاج : ٢/ ١٨٧، ومعاني القرآن للنحاس : ٢/ ٣٣٢، وزاد المسير : ٢/ ٣٩٠. [.....]
(٢) تفسير الطبري : ١٠/ ٤٤٤، وزاد المسير : ٢/ ٣٩١.
وقال الفخر الرازي في تفسيره : ١٢/ ٤١ :«الباء في قوله : دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وخَرَجُوا بِهِ يفيد بقاء الكفر معهم حالتي الدخول والخروج من غير نقصان ولا تغيير فيه ألبتة، كما تقول : دخل زيد بثوبه وخرج به، أي : بقي ثوبه حال الخروج كما كان حال الدخول».
(٣) لم أقف على هذا الأثر.
(٤) في تفسير الفخر الرازي : ١٢/ ٤٢، والبحر المحيط : ٣/ ٥٢٢، والدر المصون : ٤/ ٣٤٢ أن «لو لا» حرف تحضيض ومعناه «التوبيخ».
(٥) بحيرا - بفتح أوله وكسر ثانيه - كان عالما نصرانيا، رأى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قبل مبعثه وآمن به.
ترجمته في : أسد الغابة : ١/ ١٩٩، والإصابة :(١/ ٢٧١، ٣٥٢).
(٦) أخرج الطبري في تفسيره :(١٠/ ٤٦٥، ٤٦٦) عن مجاهد قال :«هم مسلمة أهل الكتاب...» دون تسمية أحد منهم. وكذا نقل ابن الجوزي في زاد المسير : ٢/ ٣٩٥ عن ابن عباس، ومجاهد. وورد اسم النجاشي فقط في تفسير الفخر الرازي : ١٢٢/ ٥٠، وتفسير القرطبي : ٦/ ٢٤١.


الصفحة التالية
Icon