ج ١، ص : ٣٢٨
بالإخلاص للّه.
كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ : كما خلقكم ولم تكونوا شيئا كذلك نعيدكم أحياء «١» أو كما بدأكم فمنكم شقيّ وسعيد كذلك تبعثون «٢»، أو كما بدأكم من التراب تعودون إليه «٣» كقوله «٤» : مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ.
٣٠ وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ : نصبه ليقابل فَرِيقاً هَدى، وتقديره :
وفريقا أضل «٥».
٣٢ خالِصَةً نصب على الحال والعامل اللام، أي : هي ثابتة للذين آمنوا في الدنيا في حال خلوصها يوم القيامة «٦»، والحال يقتضي المصاحبة لكونها لهم يوم القيامة مصاحب لكونها لهم في الدنيا، إذ هما داران لا واسطة بينهما. ورفع خالصة «٧» خبر بعد خبر، كقولك : زيد عاقل لبيب «٨».

_
(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٢/ ٣٨٥ عن الحسن، وقتادة، ومجاهد.
(٢) ذكر الفراء هذا القول في معاني القرآن : ١/ ٣٧٦.
وأخرج - نحوه - الطبري في تفسيره :(١٢/ ٣٨٢ - ٣٨٤) عن ابن عباس، وجابر، ومجاهد، وأبي العالية، والسدي، ومحمد بن كعب.
وأورده ابن الجوزي في زاد المسير :(٣/ ١٨٥، ١٨٦) وقال :«روى هذا المعنى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، والقرطبي، والسدي، ومقاتل، والفراء».
(٣) ذكره البغوي في تفسيره : ٢/ ١٥٦ عن قتادة، وأبو حيان في البحر المحيط : ٤/ ٢٨٨ عن الحسن.
(٤) سورة طه : آية : ٥٥.
(٥) معاني القرآن للفراء : ١/ ٣٧٦.
قال أبو عبيدة في مجاز القرآن : ١/ ٢١٣ :«نصبهما جميعا على إعمال الفعل فيهما، أي :
هدى فريقا، ثم أشرك الآخر في نصب الأول وإن لم يدخل في معناه، والعرب تدخل الآخر المشرك بنصب ما قبله على الجوار وإن لم يكن في معناه...»
.
وانظر إعراب القرآن للنحاس : ٢/ ١٢٢، وتفسير الطبري : ١٢/ ٤٠١، ومعاني القرآن للزجاج :
٢/ ٣٣٣، وإعراب القرآن للنحاس : ٢/ ١٣٣، والدر المصون : ٥/ ٢٩٩.
(٦) ينظر معاني القرآن للفراء : ١/ ٣٧٧، وتفسير الطبري : ١٢/ ٤٠١، ومعاني القرآن للزجاج :
٢/ ٣٣٣، وإعراب القرآن للنحاس : ٢/ ١٢٣، والكشف لمكي : ١/ ٤٦١.
(٧) وهي قراءة نافع كما في السبعة لابن مجاهد : ٢٨٠، والتبصرة لمكي : ٢٠٢.
(٨) عن معاني القرآن للزجاج : ٢/ ٣٣٣ وقال أيضا :«و المعنى قل هي ثابتة للذين آمنوا في - - الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة».
وانظر الكشف لمكي : ١/ ٤٦١، والبحر المحيط : ٤/ ٢٩١، والدر المصون : ٥/ ٣٠٢.


الصفحة التالية
Icon