ج ١، ص : ٣٤٢
قالَ ابْنَ أُمَّ : بالفتح «١» على جعل الاسمين اسما واحدا «٢»، كقوله : جئته صباح مساء. وبالكسر «٣» على حذف ياء الإضافة «٤».
١٥٤ وَلَمَّا سَكَتَ : أولى من «سكن» لتضمنه مع سكون الغضب سكوته عن أخيه، ومن كلام العرب : جرى الوادي ثلاثا ثم سكت، أي : انقطع «٥».
وسكون غضبه لأنهم تابوا «٦».
لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ : اللام بمعنى التعدية لأن المفعول إذا تقدم ضعف عمل الفعل فكان كما لم يتعد «٧»، أو في معنى من أجله «٨».

_
(١) وهي قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وعاصم في رواية حفص.
السبعة لابن مجاهد : ٢٩٥، والتبصرة لمكي : ٢٠٧.
(٢) معاني القرآن للفراء : ١/ ٣٩٣، وتفسير الطبري : ١٣/ ١٢٨.
قال الزجاج في معاني القرآن : ٢/ ٣٧٨ :«فمن قال «ابن أمّ» بالفتح فإنه إنما فتحوا في «ابن أمّ» و«ابن عم» لكثرة استعمالهم هذا الاسم، وأن النداء كلام محتمل للحذف فجعلوا «ابن» و«أمّ» شيئا واحدا نحو خمسة عشر».
وانظر الكشف لمكي : ١/ ٤٧٨، وتفسير القرطبي : ٧/ ٢٩٠، والبحر المحيط : ٤/ ٣٩٦.
(٣) وهي قراءة ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وعاصم في رواية شعبة.
السبعة لابن مجاهد : ٢٩٥، والتبصرة لمكي : ٢٠٧.
(٤) قال مكي في الكشف : ١/ ٤٧٩ :«و حجة من كسر أنه لما يدخل الكلام تغيير، قبل حذف الياء، استخف حذف الياء، لدلالة الكسرة عليها، ولكثرة الاستعمال، فهو نداء مضاف بمنزلة قولك : يا غلام غلام...».
وانظر توجيه هذه القراءة أيضا في تفسير القرطبي : ٧/ ٢٩٠، والبحر المحيط : ٤/ ٣٩٦، والدر المصون : ٥/ ٤٦٧.
(٥) في تفسير القرطبي : ٧/ ٢٩٣ :«أي أمسك عن الجري».
وانظر البحر المحيط : ٤/ ٣٩٨، والدر المصون :(٥/ ٤٧١، ٤٧٢).
(٦) قال أبو حيان في البحر المحيط : ٤/ ٣٩٨ :«سكوت غضبه كان - واللّه أعلم - بسبب اعتذار أخيه وكونه لم يقصر في نهي بني إسرائيل عن عبادة العجل...».
(٧) قال الزمخشري في الكشاف : ٢/ ١٢١ :«دخلت اللام لتقدم المفعول لأن تأخر الفعل عن مفعوله يكسبه ضعفا، ونحوه لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ، وتقول : لك ضربت».
وانظر تفسير الفخر الرازي : ١٥/ ١٧، وتفسير القرطبي : ٧/ ٢٩٣، والدر المصون : ٥/ ٤٧٢.
(٨) أي من أجل ربهم يرهبون. -
ينظر معاني القرآن للأخفش : ٢/ ٥٣٥، وتفسير الطبري : ١٣/ ١٣٩، وإعراب القرآن للنحاس : ٢/ ١٥٤، والتبيان للعكبري : ١/ ٥٩٦، والبحر المحيط : ٤/ ٣٩٨.


الصفحة التالية
Icon