ج ١، ص : ٣٥٤
اجتبيته، واختلقته، وارتجلته، واقتضبته، واخترعته بمعنى «١».
٢٠٤ وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا : عن عمر «٢» أنه أتاه البشير بفتح «تستر» «٣». وهو يقرأ البقرة - فقال : يا أمير المؤمنين أبشر أبشر - يردد عليه وهو لا يلتفت إليه حتى فرغ، ثم أقبل عليه بالدّرة «٤» ضربا ويقول : كأنك لم تعلم ما قال اللّه في الإنصات عند قراءة القرآن.
٢٠٦ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ : أي : الملائكة «٥»، فهم رسل اللّه إلى الإنس، أو هم في المكان المشرّف الذي ينزل الأمر «٦» منه.

_
(١) قال الطبري في تفسيره : ١٣/ ٣٤٣ :«و حكي عن الفراء أنه كان يقول :«اجتبيت الكلام واختلفته، وارتجلته إذا افتعلته من قبل نفسك».
وانظر معاني القرآن للزجاج : ٢/ ٣٩٧، والمفردات للراغب : ٨٧، وتفسير القرطبي :
٧/ ٣٥٣، والبحر المحيط : ٤/ ٤٥١.
(٢) لم أقف على هذا الخبر فيما تيسر لي من المصادر.
(٣) تستر : بالضم ثم السكون وفتح التاء الأخرى، مدينة بعربستان تقع على بعد ستين ميلا شمال الأهواز.
ينظر معجم ما استعجم : ١/ ٣١٢، ومعجم البلدان : ٢/ ٢٩، وبلدان الخلافة الشرقية :
٢٦٩.
(٤) الدّرة : بالكسر السّوط يضرب به.
قال الأزهري في تهذيب اللغة : ١٤/ ٦٢ :«و الدّرة : درة السلطان التي يضرب بها».
وينظر اللسان : ٤/ ٢٨٢، وتاج العروس : ١١/ ٢٨١ (درر).
(٥) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٧٦، وتفسير الطبري : ١٣/ ٣٥٧، ومعاني القرآن للزجاج : ٢/ ٣٩٨، وتفسير البغوي : ٢/ ٢٢٧، وزاد المسير : ٣/ ٣١٤.
وحكى القرطبي في تفسيره : ٧/ ٣٥٦ الإجماع على هذا القول.
(٦) ينظر تفسير القرطبي : ٧/ ٣٥٦.


الصفحة التالية
Icon