ج ١، ص : ٣٦١
٢٥ لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً : أي : خاصة بهم، ولو كان المعنى عموم الفتنة لكان :«لا تصيب» «١».
٢٦ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ : أي : المؤمنون في أول الإسلام، أو قريش «٢»، وكانوا قليلا [أيام ] «٣» جرهم «٤» وخزاعة.
٢٧ لا تَخُونُوا اللَّهَ : لا تخونوا مال اللّه «٥».

_
(١) قال ابن عطية في المحرر الوجيز : ٦/ ٢٦٢ :«هذه الآية تحتمل تأويلات : أسبقها إلى النفس أن يريد اللّه أن يحذر جميع المؤمنين من فتنة إن أصابت لم تخص الظلمة فقط، بل تصيب الكل من ظالم وبريء... فيجيء قوله : لا تُصِيبَنَّ على هذا التأويل صفة للفتنة، فكان الواجب - إذا قدرنا ذلك - أن يكون اللفظ «لا تصيب»، وتلطف لدخول النون الثقيلة في الخبر عن الفتنة».
(٢) ورد هذان القولان عند تفسير قوله تعالى : إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ في الآية نفسها ويدل عليه قول المؤلف بعد ذلك : وكانوا قليلا أيام جرهم.
أما القول الأول فقد ذكره الطبري في تفسيره : ١٣/ ٤٧٦، والماوردي في تفسيره :
٢/ ٩٥، والبغوي في تفسيره : ٢/ ٢٤٢. وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير : ٣/ ٣٤٣ إلى ابن عباس رضي اللّه عنهما.
وأما القول الثاني فقد أخرج نحوه الطبري في تفسيره : ١٣/ ٤٧٨ عن قتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٤/ ٤٧، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وأبي الشيخ عن قتادة أيضا.
(٣) في الأصل :«أياما» والمثبت في النص عن «ك» و«ج».
(٤) جرهم : بضم الجيم وسكون الراء وضم الهاء : بطن من القحطانية، رحلوا إلى مكة وأقاموا بها، وتزوج منهم إسماعيل عليه السلام.
ينظر المعارف لابن قتيبة : ٢٧، واللسان : ١٣/ ٩٧ (جرهم).
(٥) فسّره أصحاب هذا القول ب «الغنائم».
ذكره الفخر الرازي في تفسيره : ١٥/ ١٥٦، وقال :«و يحتمل أن يريد بالأمانة كل ما تعبد به، وعلى هذا التقدير : فيدخل فيه الغنيمة وغيرها...».


الصفحة التالية
Icon