ج ١، ص : ٤٠٧
٥ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ : الثني : الإخفاء، ثناه يثنيه، أي : يكتمون ما في صدورهم «١».
وروى هشيم «٢» عن عبد اللّه بن شدّاد «٣» قال : كان أحدهم إذا مرّ برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثنى صدره وتغشّى بثوبه حتى لا يراه النبي «٤» عليه السلام.
٦ وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها : حياتها وموتها «٥».
٧ وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ : بنية ما بناه، وذلك أعجب «٦».
وأصل العرش «٧» خشبات توضع عليها ثمام «٨» يستظل بها الساقي والضال.

_
(١) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٠١، والكشاف : ٢/ ٢٥٨، وزاد المسير : ٤/ ٧٧، وتفسير القرطبي : ٩/ ٥.
(٢) هو هشيم - بضم الهاء -، ابن بشير - بفتح الباء وكسر الشين المعجمة - بن القاسم بن دينار السّلمي، أبو معاوية الواسطي.
ترجم له الحافظ في التقريب : ٥٧٤، وقال :«ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي، من السابعة، مات سنة ثلاث وثمانين، وقد قارب الثمانين».
وانظر ترجمته في تاريخ بغداد : ١٤/ ٨٥، وتذكرة الحفاظ : ١/ ٢٤٨، وسير أعلام النبلاء :
٨/ ٢٨٧.
(٣) هو عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد اللّيثي، أبو الوليد، المدني ثم الكوفي ولد في زمن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، ومات بالكوفة مقتولا سنة إحدى وثمانين للهجرة، وقيل بعدها، ذكره العجلي من كبار التابعين الثقات.
ترجمته في سير أعلام النبلاء : ٣/ ٤٨٨، وتقريب التهذيب : ٣٠٧.
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٥/ ٢٣٤.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٤/ ٤٠٠، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ عن عبد اللّه بن شداد.
(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٥/ ٢٤٣ عن الربيع بن أنس.
(٦) قال الفخر الرازي في تفسيره : ١٧/ ١٩٥ :«فإن البناء الضعيف إذا لم يؤسس على أرض صلبة لم يثبت، فكيف بهذا الأمر العظيم إذا بسط على الماء».
(٧) تهذيب اللغة : ١/ ٤١٤، واللسان : ٦/ ٣١٥ (عرش).
(٨) المراد ب «الثمام» : العيدان قال الجوهري :«الثمام : نبت ضعيف له خوص أو شبيه بالخوص، وربما حشي وسدّ به خصاص البيوت، الواحدة ثمامة».
الصحاح : ٥/ ١٨٨١ (ثمم)، وانظر اللسان : ١٢/ ٨١ (ثمم). [.....]


الصفحة التالية
Icon