ج ١، ص : ٤٣٣
٢٣ وَراوَدَتْهُ : طلبته بهوى وميل من الإرادة، وجاءت على المفاعلة لأنها في موضع دواعي الطبعين.
هَيْتَ لَكَ : هلمّ إلى ما هو لك «١».
إِنَّهُ رَبِّي : أي : العزيز «٢» مالكي حكما، بل اللّه ربي أحسن مثواي في طول مقامي.
٢٤ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ : تقديره : ولو لا أن رأى برهان ربّه همّ بها «٣»، بدليل صرف السوء والفحشاء عنه ولأن لَوْ لا أَنْ رَأى شرط فلا يجعل الكلام مطلقا.
وقيل : همّ بها من قبل الشهوة التي جبل الإنسان عليها لا بعلّة «٤»، والثواب على قمعها في [وقت ] «٥» غلبتها.

_
(١) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ٣٠٥، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢١٥، ومعاني الزجاج : ٣/ ٩٩.
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٦/ ٣١ عن مجاهد.
وذكره الزجاج في معانيه : ٣/ ١٠١ ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٢٥٨ عن مجاهد، وابن إسحاق، والسدي.
وقال البغوي في تفسيره : ٢/ ٤١٨ :«و هذا قول أكثر المفسرين».
(٣) ذكره الزجاج في معاني القرآن : ٣/ ١٠١.
ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٢٥٩، وابن الجوزي في زاد المسير :(٤/ ٢٠٥، ٢٠٦) عن قطرب.
ويكون هذا المعنى على أن في الكلام تقديما وتأخيرا.
قال ابن الجوزي :«فلما رأى البرهان، لم يقع منه الهم، فقدّم جواب «لو لا» عليها، كما يقال : قد كنت من الهالكين، لو لا أن فلانا خلصك، لكنت من الهالكين...».
زاد المسير : ٤/ ٢٠٥.
(٤) يعني ليس بدافع نفسي فاسد من الميل إلى الوقوع في المحرم.
(٥) في الأصل و«ج» :«وزن»، والمثبت في النص عن «ك».


الصفحة التالية
Icon