ج ١، ص : ٤٥٣
الجيوش كل عام»، أي : يردّ قوما ويبعث آخرين.
يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ : بما أمرهم اللّه به، تقول : جئتك من دعائك، أي : بدعائك «١».
١٣ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ : يدعو إلى تسبيح اللّه بما فيه من الآيات «٢».
وَالْمَلائِكَةُ : الملك على مفهوم دين نبينا - صلوات اللّه عليه - جسم رقيق «٣» هوائيّ حيّ على الصورة المخصوصة ذات الأجنحة «٤»، اصطفاه اللّه تعالى لرسالته وعظّمه على غيره.
والرّعد : اصطكاك أجرام السحاب بقدرة اللّه «٥».
والصّاعقة : نار لطيفة تسقط من السماء بحال هائلة «٦».

_
(١) ذكره الفراء في معانيه : ٢/ ٦٠، وقال :«كما تقول للرجل : أجبتك من دعائك وإياي وبدعائك إياي».
وانظر تفسير الطبري : ١٦/ ٣٨٦، ومعاني القرآن للزجاج : ٣/ ١٤٢، وزاد المسير :
٤/ ٣١١.
(٢) الأولى إجراء التسبيح على ظاهره، ولا حاجة لمثل هذا التأويل، فالقرآن أثبت التسبيح للجمادات جميعا، قال تعالى : وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ.
وقال الشوكاني في تسبيح الرعد :«أي» : يسبح الرعد نفسه بحمد اللّه، أي ملتبسا بحمده، وليس هذا بمستبعد، ولا مانع من أن ينطقه بذلك...».
ينظر فتح القدير : ٣/ ٧٢. [.....]
(٣) وهم مخلوقون من نور كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه :
٤/ ٢٢٩٤، كتاب الزهد والرقائق، باب أحاديث متفرقة عن عائشة رضي اللّه عنها أنها قالت : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم :«خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار...».
(٤) يدل عليه قوله تعالى : الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ... [آية : ١ من سورة فاطر].
(٥) تفسير الفخر الرازي : ٢/ ٨٧.
(٦) قال الفخر الرازي في معنى الصاعقة :«إنها قصف رعد ينقض منها شعلة من نار. وهي نار لطيفة قوية لا تمر بشيء إلا أنت عليه إلا أنها مع قوتها سريعة الخمود». تفسيره : ٢/ ٨٨.


الصفحة التالية
Icon