ج ١، ص : ٥٩
والعالم ما يحويه الفلك «١». وقيل العدد الكثير ممن يعقل ثم يدخل غيرهم فيه تبعا، فإنهم في الخليقة كالرؤوس والأعلام وأنهم مستدلون كما أنهم أدلة «٢».
٤ والدِّينِ الجزاء والحساب والقضاء والطاعة «٣». والأصل الجزاء.
وتخصيص الملك بيوم الدّين لأنّ الأمر فيه للّه وحده «٤». وصفة ملك أمدح لاستغنائها عن الإضافة «٥»، والأولى أن يكون أصله من القدرة لا الشد

_
(١) أورد المؤلف رحمه اللّه هذا القول في كتابه «وضح البرهان» : ١/ ٩٣، ونسبه للحسن رحمه اللّه، وفي مفردات الراغب : ٣٤٥ :«العالم عالمان» : الكبير وهو الفلك بما فيه، والصغير وهو الإنسان...».
(٢) قال الطبري في تفسيره : ١/ ١٤٣ :«و العالمون جمع عالم، والعالم : جمع لا واحد له من لفظه كالأنام والرهط والجيش، ونحو ذلك من الأسماء التي هي موضوعات على جماع لا واحد له من لفظه. والعالم اسم لأصناف الأمم، وكل صنف منها عالم، وأهل كل قرن من كل صنف منها عالم ذلك القرن وذلك الزمان. والجن عالم، وكذلك سائر أجناس الخلق، كل جنس منها عالم زمانه، ولذلك جمع فقيل :
عالمون وواحده جمع، لكون عالم كل زمان من ذلك عالم ذلك الزمان وهذا القول الذي قلناه، قول ابن عباس وسعيد بن جبير، وهو معنى قول عامة المفسرين».
وقال القرطبي في تفسيره : ١/ ١٣٨ :«اختلف أهل التأويل في الْعالَمِينَ اختلافا كثيرا، ثم ذكر أقوال المفسرين في ذلك وصحح ما ذهب إليه الطبري».
(٣) غريب القرآن لليزيدي : ٦١، تفسير غريب القرآن : ٣٨، تفسير الطبري : ١/ ١٥٥، معاني القرآن للزجاج : ١/ ٤٧، معاني القرآن للنحاس : ١/ ٦٢، ٦٣)، وقال النحاس :
«و الدين في غير هذه الطاعة، والدين أيضا العادة والمعاني متقاربة لأنه إذا أطاع فقد دان».
(٤) انظر معاني القرآن للزجاج : ١/ ٤٧، ومعاني القرآن للنحاس : ١/ ٦٣، تفسير القرطبي :
١/ ١٤٢، البحر المحيط : ١/ ٢٢.
(٥) لا يسلم للمؤلف - رحمه اللّه - فيما ذهب إليه هنا، فالقراءتان : ملك، ومالك، قراءتان سبعيتان متواترتان، أضف إلى ذلك أن قراءة «مالك» بالألف، فيها زيادة حرف، والحرف بعشر حسنات كما ثبت في الحديث الصحيح.


الصفحة التالية
Icon