ج ١، ص : ٧٤
٢١ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ : على أصلها في الشك والرجاء من المخاطب للتقوى لئلا يأمن العبد مدلّا بتقواه.
٢٢ فَأَخْرَجَ بِهِ : لما كان تقديره : أنه إذا أنزل الماء أخرج الثمرات قال (أخرج به) لأنه كالسبب وإن كان اللّه لا يفعل بسبب وآلة كقولهم : جازاه بعمله وإن كان فعل واحد لا يكون سبب فعل آخر.
[٤/ أ] ٢٣ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ :(من) للتبعيض «١» كقولك : هات من الدراهم درهما وليست من التجنيس مثل قوله : مِنَ الْأَوْثانِ «٢» لأن التحدي ببعض المثل وليس الرجس ببعض الأوثان «٣».
و«السورة» : الرفعة «٤» وسور الرأس أعلاه.
وفي الحديث «٥» :«لا يضر المرأة أن لا تنقض شعرها إذا أصاب الماء سور الرأس».
٢٣ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ : أعوانكم «٦»، أي : من يشهد لكم.

_
(١) ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز :(١/ ٢٠١، ٢٠٢) ورجحه.
(٢) سورة الحج، آية : ٣٠.
(٣) راجع معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٤٢٥، ومشكل إعراب القرآن لمكي : ٢/ ٤٩٢. حيث قال :«من لإبانة الجنس وجعلها الأخفش للتبعيض على معنى : فاجتنبوا الرجس الذي هو بعض الأوثان. ومن جعل (من) إبانة الجنس فمعناه : فاجتنبوا الرجس الذي الأوثان منه فهو أعم في النهي وأولى».
وانظر البيان لابن الأنباري : ٢/ ١٧٤، والتبيان للعكبري : ٢/ ٩٤١.
(٤) انظر غريب الحديث للخطابي : ١/ ٦٣٧، والمجموع المغيث : ٢/ ١٤٨، وتفسير القرطبي :
١/ ٦٥، واللسان : ٤/ ٣٨٦ (سود).
(٥) أخرجه الخطابي في غريب الحديث : ١/ ٦٣٧ عن جابر مرفوعا، وفي سنده أحمد بن عصام، وهو ضعيف كما في لسان الميزان : ١/ ٢٢٠، وانظر النهاية لابن الأثير : ٢/ ٤٢١.
(٦) أخرج الطبري في تفسيره : ١/ ٣٧٦ عن ابن عباس :«و ادعوا شهداءكم من دون اللّه»، يعني أعوانكم على ما أنتم عليه، «و إن كنتم صادقين»، وأخرج نحوه ابن أبي حاتم في تفسيره :
١/ ٨٤. -
ونقله الماوردي في تفسيره : ١/ ٧٧ عن ابن عباس، وأورده السيوطي في الدر المنثور :
١/ ٩٨. وزاد نسبته إلى ابن إسحاق عن ابن عباس أيضا.


الصفحة التالية
Icon