ج ٢، ص : ٤٨٣
فقال عمر : عليكم بديوانكم شعر العرب «١».
٤٨ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ : يتميل ويتحول «٢»، وتفيّأت في الشّجرة : دخلت في أفيائها، والفيء : الظلّ بعد الزوال لأنه مال «٣».
عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ : في أول النهار وآخره «٤»، إذ بالغداة يتقلص «٥» الظلّ من إحدى الجهتين وبالعشيّ ينبسط من الأخرى.
وجمع الشَّمائِلِ للدلالة على أنّ المراد ب «اليمين» الجمع على معنى الجنس، ولأنّ الابتداء من اليمين ثم ينقبض حالا فحالا عن الشمائل «٦».

_
(١) أورد هذا الأثر الزمخشري في الكشاف : ٢/ ٤١١، والفخر الرازي في تفسيره : ٢٠/ ٤٠، والقرطبي في تفسيره : ١٠/ ١١٠، والبيضاوي في تفسيره : ١/ ٥٥٧.
وأشار إليه المناوي في الفتح السماوي : ٢/ ٧٥٥، وقال :«لم أقف عليه».
ونقل محقق الفتح السماوي عن ابن همات الدمشقي في تحفة الراوي في تخريج أحاديث البيضاوي أنه قال :«قال السيوطي : لا يحضرني الآن تخريجه، لكن أخرج ابن جرير (تفسير الطبري : ١٤/ ١١٣) عن عمر أنه سألهم عن هذه الآية فقالوا : ما نرى إلا أنه عند تنقص ما يردده من الآيات، فقال عمر : ما أرى إلّا أنه على تنتقصون من معاصي اللّه، فخرج رجل ممن كان عند عمر فلقي أعرابيا فقال : يا فلان ما فعل ربك؟ قال : قد تخيفته يعني - تنقصته - فرجع إلى عمر فأخبره، فقال : قدر اللّه ذلك».
(٢) عن تفسير الماوردي : ٢/ ٣٩٢.
(٣) هذا قول رؤبة بن العجاج، قال ثعلب في كتابه «الفصيح» : ٣١٩ :«و أخبرت عن أبي عبيدة قال : قال رؤبة بن العجاج : كل ما كانت عليه الشمس فزالت عنه فهو فيء وظلّ وما لم تكن عليه الشمس فهو ظل».
وانظر تهذيب اللغة :(١٥/ ٥٧٧، ٥٧٨)، والمحرر الوجيز : ٨/ ٤٣٢، وتفسير الفخر الرازي : ٢٠/ ٤١.
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٤/ ١١٥ عن قتادة، ونقله الماوردي في تفسيره :
٢/ ٣٩٣ عن قتادة، والضحاك. وكذا البغوي في تفسيره : ٣/ ٧١.
(٥) في «ج» : يتنقص.
(٦) ينظر المحرر الوجيز : ٨/ ٤٣٢، وزاد المسير : ٤/ ٤٥٣، وتفسير الفخر الرازي : ٢٠/ ٤٣، وتفسير القرطبي : ١٠/ ١١٢.


الصفحة التالية
Icon