ج ٢، ص : ٦٧٠
٢١ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ : حسن مواساة ومشاركة «١»، إذ قاتل يوم أحد حتى جرح وقتل عمّه وخاصّته.
٢٣ مَنْ قَضى نَحْبَهُ : مات، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ : أي : الموت.
وإن كان النّحب : النّذر «٢»، فهو نذر صدق القتال.
٢٥ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ : لما اشتد الخوف أتى نعيم بن مسعود مسلما من غير أن علم قومه، فقال عليه السّلام :«إنّما أنت فينا رجل واحد وإنّما غناؤك أن تخادع عنّا فالحرب خدعة».
فأتى بني قريظة وكان نديمهم، فذكّرهم ودّه، وقال : إنّ قريشا وغطفان طارئين على بلادكم، فإن وجدوا نهزة «٣» وغنيمة أصابوها، وإلّا لحقوا ببلادهم، ولا قبل لكم بالرجل، فلا تقاتلوا حتى تأخذوا رهنا من أشرافهم [٧٨/ أ] ليناجزوا القتال، ثم أتى قريشا وغطفان فذكرهم ودّه/ لهم، وقال : بلغني أمر أنصحكم فيه فاكتموه عليّ، إنّ معشر اليهود ندموا وترضّوا محمّدا على أن يأخذوا منكم أشرافا ويدفعوهم إليه، ثم يكونون معه عليكم، فوقع ذلك من القوم، وأرسل أبو سفيان وعيينة إلى بني قريظة : إنا لسنا بدار مقام، وقد هلك الخف والحافر «٤»، فلنناجز «٥» محمدا. فطلبوا رهنا، فقالت قريش :

_
(١) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٣/ ٣١٤ عن السدي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٥٨٣، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن السدي.
(٢) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٤٩، والمفردات : ٤٨٤، واللسان : ١/ ٧٥٠ (نحب).
(٣) أي : فرصة.
الصحاح : ٣/ ٩٠٠ (نهز)، والنهاية : ٥/ ١٣٥.
(٤) كناية عن الإبل والفرس، وفي النهاية لابن الأثير : ٢/ ٥٥ :«و لا بد من حذف مضاف : أي ذي خف... وذي حافر. والخفّ للبعير كالحافر للفرس».
وانظر اللسان : ٩/ ٨١ (خفف).
(٥) أي : نقاتل.
النهاية لابن الأثير : ٥/ ٢١.


الصفحة التالية
Icon