ج ٢، ص : ٦٨٠
٢٠ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ : أصاب في ظنّه، وظنّه أنّ آدم لما نسي قال : لا يكون ذريته إلّا ضعافا عصاة «١».
٢١ وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ : لولا التخلية [بينهم وبين وساوسه ] «٢» للمحنة.
إِلَّا لِنَعْلَمَ : لنظهر المعلوم.
٢٣ فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ : أزيل عنها الفزع، أفزعته : ذعّرته، وفزّعته :
نفّست عنه «٣»، مثل : أقذيت وقذّيت، وأمرضت، ومرّضت، والمعنى : أنّ الملائكة يلحقهم فزع عند نزول جبريل - عليه السلام - بالوحي ظنا [منهم ] «٤» أنه ينزل بالعذاب، فكشف عن قلوبهم الفزع فقالوا : ما ذا قالَ رَبُّكُمْ :
أي : لأيّ شيء نزل جبريل «٥».
وقيل «٦» : حتى إذا كشف الفزع عن قلوب المشركين قالت

_
(١) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه ابن أبي حاتم (كما في الدر المنثور : ٦/ ٦٩٥) عن الحسن رحمه اللّه تعالى.
وانظر تفسير ابن كثير : ٦/ ٥٠٠.
(٢) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٣) فهو من الأضداد كما في اللسان : ٨/ ٢٥٣ (فزع).
(٤) في الأصل :«منه»، والمثبت في النص عن «ج».
(٥) عن معاني القرآن للزجاج : ٤/ ٢٥٢، وقال ابن عطية في المحرر الوجيز :(١٢/ ١٨٠، ١٨١) :«و تظاهرت الأحاديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن هذه الآية - أعني قوله تعالى :: حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ إنما هي في الملائكة إذا سمعت الوحي إلى جبريل بالأمر يأمر اللّه به سمعت كجرّ سلسلة الحديد على الصفوان، فتفزع عند ذلك تعظيما وهيبة».
وانظر الأحاديث التي أشار إليها ابن عطية - رحمه اللّه - في صحيح البخاري : ٦/ ٢٨، كتاب التفسير، باب قوله تعالى : حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ... الآية.
وتفسير ابن كثير : ٦/ ٥٠٣، والدر المنثور : ٦/ ٦٩٧.
(٦) نقله البغوي في تفسيره : ٣/ ٥٥٧، وابن الجوزي في زاد المسير : ٦/ ٤٥٣ عن الحسن، وابن زيد.
واستبعده ابن عطية في المحرر الوجيز : ١٢/ ١٨٢.


الصفحة التالية
Icon