ج ٢، ص : ٧٧٧
فسئل عن البرطمة، فقال : الإعراض «١».
سورة [القمر] «٢»
١ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ : قال الحسن «٣» : أي ينشق، فجاء/ المستقبل على [٩٣/ أ] صيغة الماضي لوجوب وقوعه. أو لتقارب وقته. أو لأنّ المعنى مفهوم أنّه في المستقبل.
وقيل : إنه على الاستعارة والمثل لوضوح الأمر كما يقال في المثل :
اللّيل طويل وأنت مقمر.
والمنقول المقبول «٤» أنه على الحقيقة، انشق القمر نصفين حين سأله حمزة «٥» بن عبد المطلب فرآه جلة الصّحابة.....

_
(١) نص هذه الرواية عن مجاهد في تفسير البغوي : ٤/ ٢٥٧.
وأخرج - نحوه - الطبري في تفسيره : ٢٧/ ٨٣ عن مجاهد، وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧/ ٦٦٧، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد أيضا.
(٢) في الأصل «الساعة»، والمثبت في النص عن «ك» و«ج».
(٣) نقله الماوردي في تفسيره : ٤/ ١٣٥، والقرطبي في تفسيره : ١٧/ ١٢٦.
وذكره ابن الجوزي في زاد المسير : ٨/ ٨٨ دون عزو، وعقّب عليه بقوله :«و هذا القول الشاذ لا يقاوم الإجماع، ولأن قوله : وَانْشَقَّ لفظ ماض. وحمل لفظ الماضي على المستقبل يفتقر إلى قرينة تنقله ودليل، وليس ذلك موجودا.
وفي قوله : وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا دليل على أنه قد كان ذلك»
. اه -.
وانظر رد أبي حيان في البحر المحيط : ٨/ ١٧٣ لقول الحسن.
(٤) ورد في ذلك أخبار صحيحة كثيرة.
ينظر ذلك في صحيح البخاري :(٦/ ٥٢، ٥٣)، كتاب التفسير، تفسير سورة اقتربت الساعة.
وصحيح مسلم : ٤/ ٢١٥٨ كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب «انشقاق القمر».
وأسباب النزول للواحدي : ٤٦٢، وتفسير ابن كثير :(٧/ ٤٤٧ - ٤٥٠).
(٥) ذكره الماوردي في تفسيره : ٤/ ١٣٥، والقرطبي في تفسيره : ١٧/ ١٢٦.
والذي ورد في الصحيح أن أهل مكة هم الذين سألوا وطلبوا أن يريهم آية، فكانت هذه المعجزة العظيمة.


الصفحة التالية
Icon