معاني القرآن، ج ١، ص : ١٠٠
و فيها معنى آخر : تضيف المثل إلى (الذين كفروا)، وإضافته فى المعنى إلى الوعظ كقولك مثل وعظ الذين كفروا وواعظهم كمثل الناعق كما تقول :
إذا لقيت فلانا فسلّم عليه تسليم الأمير. وإنما تريد به : كما تسلّم على الأمير.
وقال الشاعر :
فلست مسلّما ما دمت حيّا على زيد بتسليم الأمير
و كلّ صواب.
وقوله : صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (١٧١) رفع وهو وجه الكلام لأنه مستأنف خبر، يدلّ عليه قوله «فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ» كما تقول فى الكلام : هو أصمّ فلا يسمع، وهو أخرس فلا يتكلّم. ولو نصب على الشتم مثل الحروف «١» فى أوّل سورة البقرة فى قراءة عبد اللّه «و تركهم فى ظلمات لا يبصرون صمّا بكما عميا» لجاز.
وقوله : إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ... (١٧٣)
نصب لوقوع «حَرَّمَ» عليها. وذلك أن قولك «إِنَّما» على وجهين :
أحدهما أن تجعل «إِنَّما» حرفا واحدا، ثم تعمل الأفعال التي تكون بعدها [فى ] «٢» الأسماء، فإن كانت رافعة رفعت، وإن كانت ناصبة نصبت فقلت : إنما دخلت دارك، وإنما أعجبتنى دارك، وإنّما مالى مالك. فهذا حرف واحد.
(٢) زيادة يقتضيها السياق، خلت منها الأصول.