معاني القرآن، ج ١، ص : ١٢٢
و قبله :
و إذا تكون شديدة أدعى لها وإذا يحاس الحيس يدعى جندب «١»
و قوله : فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً... (٢٠٠)
كانت العرب إذا حجّوا فى جاهليّتهم وقفوا بين المسجد بمنى وبين الجبل، فذكر أحدهم أباه بأحسن أفاعيله : اللّهمّ كان يصل الرحم، ويقرى الضيف. فأنزل اللّه تبارك وتعالى :«فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً» فأنا الذي فعلت ذلك بكم وبهم.
وقوله : فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا... (٢٠٠)
كان أهل الجاهلية يسألون المال والإبل والغنم فأنزل «٢» اللّه :«منهم من يسئل الدنيا فليس له فى الآخرة خلاق» يعنى نصيبا.
وقوله : وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ... (٢٠٣)
هى العشر [و] «٣» المعلومات : أيام التشريق كلها، يوم النحر وثلاثة أيام التشريق.
فمن المفسرين من يجعل المعدودات أيام التشريق أيضا، وأما المعلومات «٤» فإنهم

(١) الحيس : لبن وأقط وسمن وتمر يصنع منه طعام لذيذ. وقد أورد هذا البيت ليبين أن الروىّ مرفوع إذ لا شك فى رفع «جندب» ويروى : وإذا تكون كريهة.
(٢) أي أنزل ما يقوم بهذا المعنى. [.....]
(٣) زيادة يقتضيها السياق.
(٤) المذكورة فى الآية ٢٨ من الحج :«لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ».


الصفحة التالية
Icon