معاني القرآن، ج ١، ص : ١٢٤
و قول اللّه تبارك وتعالى : وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ نصبت، ومنهم من يرفع «وَ يُهْلِكَ» رفع لا يردّه على «لِيُفْسِدَ» ولكنه يجعله مردودا على قوله :«وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ - وَيُهْلِكَ» والوجه الأوّل أحسن.
وقوله : وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ... (٢٠٥)
من العرب من يقول : فسد الشيء فسودا، مثل قولهم : ذهب ذهوبا وذهابا، وكسد كسودا وكسادا.
وقوله : وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ... (٢٠٨)
أي لا تتبعوا آثاره فإنها معصية.
وقوله : هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ... (٢١٠)
رفع مردود على (اللّه) تبارك وتعالى، وقد خفضها بعض «١» أهل المدينة. يريد «فى ظلل من الغمام وفى الملائكة». والرفع أجود لأنها فى قراءة عبد اللّه «هل ينظرون إلا أن يأتيهم اللّه والملائكة فى ظلل من الغمام».
وقوله : سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ... (٢١١)
لا تهمز «٢» فى شىء من القرآن لأنها لو همزت كانت «اسأل» بألف. وإنما (ترك همزها) «٣» فى الأمر خاصّة لأنها كثيرة الدّور فى الكلام فلذلك ترك همزه كما
(٢) أي الكلمة «سلى».
(٣) فى ج. وش :«تزول همزتها».