معاني القرآن، ج ١، ص : ٢٠٢
و قوله وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ وهو استفهام ومعناه أمر. ومثله قول اللّه «فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ» «١» استفهام وتأويله : انتهوا. وكذلك قوله «هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ» «٢» وهل تستطيع ربّك «٣» إنما [هو] «٤» مسألة. أو لا ترى أنك تقول للرجل : هل أنت كافّ عنا؟ معناه : اكفف، تقول للرجل : أين أين؟ :
أقم ولا تبرح. فلذلك جوزى فى الاستفهام كما جوزى فى الأمر. وفى قراءة عبد اللّه «هل أدلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم. آمنوا» «٥» ففسّر (هل أدلكم) بالأمر.
وفى قراءتنا على الخبر. فالمجازاة فى قراءتنا على قوله (هل أدلكم) والمجازاة فى قراءة عبد اللّه على الأمر لأنه هو التفسير.
وقوله : إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ (٢١) تقرأ : ويقتلون «٦»، وهى فى قراءة عبد اللّه وقاتلوا فلذلك قرأها من قرأها (يقاتلون)، وقد قرأ بها الكسائىّ دهرا يقاتلون ثم رجع، وأحسبه رآها فى بعض مصاحف عبد اللّه وقتلوا بغير الألف فتركها ورجع إلى قراءة العامّة إذ وافق الكتاب فى معنى قراءة العامّة.
وقوله : فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ (٢٥) قيلت باللام. و(فى) قد تصلح فى موضعها تقول فى الكلام : جمعوا ليوم الخميس. وكأنّ اللام لفعل مضمر فى الخميس كأنهم جمعوا لما يكون يوم الخميس.

(١) آية ٩١ سورة المائدة.
(٢) آية ١١٢ سورة المائدة.
(٣) هذه قراءة الكسائي، بنصب «ربك» أي هل تستطيع سؤال ربك. [.....]
(٤) زيادة اقتضاها السياق، وهى فى تفسير الطبري.
(٥) آيتا ١٠، ١١ سورة الصف.
(٦) أي الثانية فى الآية.


الصفحة التالية
Icon