معاني القرآن، ج ١، ص : ٢١٤
و قال آخر :
من الذّريحيّات جعدا آركا يقصر يمشى ويطول باركا «١»
كأنه قال : يقصر ماشيا فيطول باركا. فكذلك (فعل) إذا كانت فى موضع صلة لنكرة أتبعها (فاعل) وأتبعته. تقول فى الكلام : مررت بفتى ابن عشرين أو قد قارب ذلك، ومررت بغلام قد احتلم أو محتلم قال الشاعر :
يا ليتنى علقت غير خارج قبل الصباح ذات خلق بارج
أمّ الصبىّ قد حبا أو دارج «٢»
و قوله : كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ... (٤٩)
يذهب إلى الطين «٣»، وفى المائدة (فَتَنْفُخُ فِيها) «٤» ذهب إلى الهيئة، فأنث لتأنيثها، وفى إحدى القراءتين (فأنفخها) وفى قراءة عبد اللّه (فأنفخها) بغير فى، وهو مما تقوله «٥» العرب : ربّ ليلة قد بتّ فيها وبتّها.

(١) قبله :
أرسلت فيها قطما لكالكا يقول : أرسل فى إبله فحلا قطما، وهو الصئول الهائج. والكالك : بضم اللام : الصلب الضخم.
والذريحيات : الحمر، يقال : أحمر ذريحىّ : شديد الحمرة. وآرك : يرعى الأراك أو يلزمه. وقوله :
يقصر يمشى... أي يقصر إذا مشى لانخفاض بطنه وتقاربه من الأرض، فإذا برك رأيته طويلا لارتفاع سنامه، أي أنه عظيم البطن، فإذا قام قصر وإذا برك طال. وانظر اللسان (لكك).
(٢) «خارج» كذا بالخاء المعجمة هنا، وفى اللسان (درج). والأقرب أنه (حارج) بالحاء المهملة أي آثم. و«بارج» أي ظاهر فى حسن. وقوله :«أم الصبى» المعروف فى الرواية «أم صبى».
وعلقت : هويت وأحببت. ويقال : درج الصبى : مشى مشيا ضعيفا.
(٣) فى الطبري :«الطير» وكل صحيح.
(٤) آية ١١٠
(٥) من ذلك قول عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير :
و من ليلة قد بتها غير آثم بساجية الحجلين ريانة القلب
الحجل : الخلخال، والقلب : السوار. وانظر السمط ٦٩٢


الصفحة التالية
Icon