معاني القرآن، ج ١، ص : ٢١٧
فإذا قلت : حسست، بغير ألف فهى فى معنى الإفناء والقتل. من ذلك قول اللّه عز وجل إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ «١» والحسّ أيضا : العطف والرقّة كقول الكميت :
هل من بكى الدار راج أن تحسّ له أو يبكى الدار ماء العبرة الخضل «٢»
و سمعت بعض «٣» العرب يقول : ما رأيت عقيليّا إلا حسست له، وحسست لغة.
والعرب تقول : من أين حسيت هذا الخبر؟ يريدون : من أين تخبّرته؟ [وربما «٤» قالوا حسيت بالخبر وأحسيت به، يبدلون من السين ياء] كقول أبى زبيد.
حسين به فهنّ إليه شوس «٥» وقد تقول العرب ما أحست بهم أحدا، فيحذفون «٦» السين الأولى، وكذلك فى وددت، ومسست وهممت، قال : أنشدنى بعضهم :
هل ينفعنك اليوم إن همت بهمّ كثرة ما تأتى وتعقاد الرتم «٧»

(١) آية ١٥٢ سورة آل عمران.
(٢) جاء فى اللسان (حسس).
(٣) هو أبو الجراح، كما فى اللسان.
(٤) زيادة من اللسان. [.....]
(٥) هذا عجز بيت صدره :
خلا أن العتاق من المطايا


الصفحة التالية
Icon