معاني القرآن، ج ١، ص : ٢٦٠
و قوله : وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ... (٢٣)
أن فى موضع رفع كقولك : والجمع بين الأختين.
وقوله : وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ... (٢٤)
المحصنات : العفائف. والمحصنات : ذوات الأزواج التي أحصنهنّ أزواجهن.
والنصب «١» فى المحصنات أكثر. وقد روى علقمة «٢» :«المحصنات» بالكسر فى القرآن كله إلا قوله وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ هذا الحرف الواحد لأنها ذات الزوج من سبايا المشركين. يقول : إذا كان لها فى زوج فى أرضها استبرأتها بحيضة وحلّت لك «٣».
وقوله كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ كقولك «٤» : كتابا من اللّه عليكم. وقد قال بعض أهل النحو : معناه «٥» : عليكم كتاب اللّه. والأوّل أشبه بالصواب. وقلّما تقول العرب :
زيدا عليك، أو زيدا دونك. وهو جائز كأنه منصوب بشىء مضمر قبله، وقال الشاعر «٦» :
يا أيّها المائح دلوى دونكا إنى رأيت الناس يحمدونكا «٧»
الدلو رفع، كقولك : زيد فاضربوه. والعرب تقول : الليل فبادروا، والليل فبادروا. وتنصب الدلو بمضمر فى الخلفة كأنك قلت : دونك دلوى دونك.
(٢) هو علقمة بن قيس من أعلام التابعين. مات سنة ٦٢.
(٣) كذا فى ح. وفى ش :«ذلك» وهو خطأ.
(٤) يريد أنه منصوب على أنه مفعول مطلق مؤكد لما قبله فإن معنى «حرمت عليكم» كتب عليكم. [.....]
(٥) يريد أن (على) فيه اسم فعل أمر، و(عليكم) بمعنى الزموا. و(كتاب اللّه) معموله.
(٦) هو جاهلى من بنى أسيد بن عمرو بن تميم. وله قصة فى شرح التبريزي للحماسة ٢٧٠ من طبعة بن.
وانظر الخزانة ٣/ ١٧.
(٧) المائح : اسم فاعل من الميح. وهو أن ينزل البئر فيملأ الدلو وذلك إذا قل ماؤها.