معاني القرآن، ج ١، ص : ٢٦٢
هذين تكون للماضى والمستقبل استوثقوا لمعنى الاستقبال بكى وباللام التي فى معنى كى. وربما جمعوا «١» بين ثلاثهن أنشدنى أبو ثروان :
أردت لكيما لا ترى لى عثرة ومن ذا الذي يعطى الكمال فيكمل «٢»
فجمع (بين «٣» اللام وبين كى) وقال اللّه تبارك وتعالى : لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ «٤» وقال الآخر فى الجمع بينهن :
أردت لكيما أن تطير بقربتى فتتركها شنّا ببيداء بلقع «٥»
و إنما جمعوا بينهنّ لا تفاقهنّ فى المعنى واختلاف لفظهن كما قال رؤبة :
بغير لا عصف ولا اصطراف «٦» وربما جمعوا بين ما ولا وإن التي على معنى الجحد أنشدنى الكسائي فى بعض البيوت :(لا ما إن رأيت مثلك) فجمع بين ثلاثة أحرف.
وربما جعلت العرب اللام مكان (أن) فيما أشبه (أردت وأمرت) مما يطلب المستقبل أنشدنى الأنفىّ»
من بنى أنف الناقة من بنى سعد :

(١) كذا فى ش. وفى ج :«رجعوا».
(٢) ورد هذا البيت فى شواهد الهمع ٢/ ٥. وفيه :«ترانى عشيرتى» فى مكان :«ترى لى عثرة». وفى الخزانة فى الموطن السابق :«لكيما أن» فى مكان :«لكيما». وفى التذييل لأبى حيان :
«أرادت» فى مكان «أردت».
(٣) فى الخزانة :«بين اللام وكى وأن». والجمع بين الثلاثة يأتى فى البيت الآتي.
(٤) آية ٢٣ سورة الحديد.
(٥) الشنّ : القربة البالية. والبلقع : القفر. وانظر الخزانة ٣/ ٥٨٥. [.....]
(٦) قبله :
قد يطلب المال الهدان الجافي
و الهدان : الأحمق الثقيل فى الحرب. والعصف : الكسب. والاصطراف : افتعال من الصرف وهو التقلب والتصرف فى ابتغاء الكسب.
(٧) فى الخزانة ٣/ ٥٨٦ :«أبو الجرّاح الأنفى». وأنف الناقة من تميم.


الصفحة التالية
Icon