معاني القرآن، ج ١، ص : ٢٧٥
و قوله : أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ... (٥٤)
هذه اليهود حسدت النبي صلى اللّه عليه وسلم كثرة النساء، فقالوا : هذا يزعم أنه نبىّ وليس له هم إلا النساء.
فأنزل اللّه تبارك وتعالى فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وفى آل إبراهيم سليمان بن داود، وكان له تسعمائة امرأة، ولداود مائة امرأة.
فلما تليت عليهم هذه الآية كذّب بعضهم وصدّق بعضهم.
وهو قوله : فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ... (٥٥)
بالنبإ عن سليمان وداود وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ بالتكذيب والإعراض.
وقوله : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً... (٧١)
يقول : عصبا «١». يقول إذا دعيتم إلى السرايا، أو دعيتم لتنفروا جميعا.
وقوله : وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ... (٧٢)
اللام التي فى (من) دخلت لمكان (إنّ) كما تقول : إنّ فيها لأخاك.
ودخلت اللام فى (ليبطّئنّ) وهى صلة لمن على إضمار شبيه باليمين كما تقول فى الكلام : هذا الذي ليقومنّ، وأرى رجلا ليفعلنّ ما يريد. واللام فى النكرات إذا وصلت أسهل دخولا منها فى من وما والذي لأن الوقوف عليهن لا يمكن.