معاني القرآن، ج ١، ص : ٢٧٨
و قوله : وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِكَ... (٧٨)
و ذلك أن اليهود لمّا أتاهم النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بالمدينة قالوا : ما رأينا رجلا أعظم شؤما من هذا نقصت ثمارنا وغلت أسعارنا. فقال اللّه تبارك وتعالى :
إن أمطروا وأخصبوا قالوا «١» : هذه من عند اللّه، وإن غلت أسعارهم قالوا : هذا من قبل محمد (صلى اللّه عليه وسلم).
يقول اللّه تبارك وتعالى : قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ.
وقوله : فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ (فمال) كثرت فى الكلام، حتى توهّموا أن اللام متصلة ب (ما) وأنها حرف فى بعضه. ولا تصال القراءة لا يجوز الوقف على اللام لأنها لام خافضة.
وقوله : طاعَةٌ (٨١) الرفع على قولك : منّا طاعة، أو أمرك طاعة. وكذلك قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ
«٢» معناه - واللّه أعلم - : قولوا : سمع وطاعة. وكذلك التي فى سورة محمد صلى اللّه عليه وسلم فَأَوْلى لَهُمْ طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ «٣» ليست بمرتفعة ب (لهم). هى مرتفعة على الوجه الذي ذكرت لك. وذلك أنهم أنزل عليهم الأمر بالقتال فقالوا :
سمع وطاعة، فإذا فارقوا محمّدا صلى اللّه عليه وسلم غيّروا قولهم. فقال اللّه تبارك وتعالى فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وقد يقول بعض النحويين : وذكر فيها القتال،

(١) كذا فى أ. وفى ح، ش :«فقالوا».
(٢) آية ٥٣ سورة النور.
(٣) آيتا ٢٠، ٢١.


الصفحة التالية
Icon