معاني القرآن، ج ١، ص : ٢٨٢
و قوله أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ، يقول : ضاقت صدورهم عن قتالكم أو قتال قومهم. فذلك معنى قوله حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أي ضاقت صدورهم.
وقد قرأ الحسن «حصرة صدورهم»، والعرب تقول : أتانى ذهب عقله، يريدون قد ذهب عقله. وسمع الكسائىّ بعضهم يقول : فأصبحت نظرت إلى ذات التنانير «١». فإذا رأيت فعل بعد كان ففيها قد مضمرة «٢»، إلا أن يكون مع كان جحد فلا تضمر فيها (قد مع جحد) «٣» لأنها توكيد والجحد لا يؤكّد ألا ترى أنك تقول :
ما ذهبت، ولا يجوز ما قد ذهبت.
وقوله : سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ (٩١) معناه : أن يأمنوا فيكم ويأمنوا فى قومهم. فهؤلاء بمنزلة الذين ذكرناهم فى أن قتالهم حلال إذا لم يرجعوا.
وقوله : فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ (٩٢) مرفوع على قولك : فعليه تحرير رقبة. والمؤمنة : المصلّية المدركة. فإن «٤» لم يقل : رقبة مؤمنة، أجزأت الصغيرة التي لم تصلّ ولم تبلغ.
وقوله : فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ كان الرجل يسلم فى قومه وهم كفّار فيكتم إسلامه، فمن قتل وهو غير معلوم إسلامه من هؤلاء أعتق قاتله رقبة ولم تدفع ديته إلى الكفار فيقووا بها على أهل الإسلام. وذلك إذا «٥» لم

(١) ذات التنانير : عقبة بحذاء زبالة.
(٢) انظر ص ٢٤ من هذا الجزء.
(٣) زيادة فى ش، ج.
(٤) كذا فى ش. وفى أ، ج :«فإذا».
(٥) كذا فى أ. وفى ش، ج :«أنه».


الصفحة التالية
Icon