معاني القرآن، ج ١، ص : ٢٨٤
أن يكون بعد التمام. فتقول «١» فى الكلام : لا يستوى المحسنون والمسيئون إلا فلانا وفلانا. وقد يكون نصبا على أنه حال كما قال : أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ «٢» ولو قرئت خفضا «٣» لكان وجها : تجعل «٤» من صفة المؤمنين.
وقوله : إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ (٩٧) إن شئت جعلت تَوَفَّاهُمُ فى موضع نصب «٥». ولم تضمر تاء مع التاء، فيكون مثل قوله إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا «٦» وإن شئت جعلتها رفعا تريد : إن الذين تتوفاهم الملائكة. وكل موضع اجتمع فيه تاءان جاز فيه إضمار إحداهما مثل قوله لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
«٧» ومثل قوله فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ «٨».
وقوله : إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ (٩٨) فى موضع نصب على الاستثناء من مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ «٩».
وقوله : يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً (١٠٠) ومراغمة مصدران. فالمراغم : المضطرب والمذهب فى الأرض.
(٢) آية ١ سورة المائدة.
(٣) وقد قرأ بذلك الأعمش وأبو حيوة، كما فى البحر ٣/ ٣٣٠.
(٤) كذا فى أ. وفى ش، ج :«تجعلوا».
(٥) يريد أن يكون (توفى) فى «توفاهم» فعلا ماضيا، فيكون مبنيا على الفتح، وعبر عن الفتح بالنصب.
(٦) آية ٧٠ سورة البقرة.
(٧) من ذلك ما فى آية ١٥٢ سورة الأنعام.
(٨) آية ٥٧ سورة هود.
(٩) أي فى الآية السابقة.