معاني القرآن، ج ١، ص : ٢٩٠
إبراهيم صلى اللّه عليه وسلم فوجد ريح الطعام، فقال : من أين هذا؟ فقالت امرأة إبراهيم صلى اللّه عليه وسلم : هذا من عند خليلك المصرىّ. قال فقال إبراهيم :
هذا من عند خليلى اللّه لا من عند خليلى المصرىّ. قال : فذلك خلّته.
وقوله : قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى... (١٢٧)
(معناه :«١» قل اللّه يفتيكم فيهنّ وما يتلى). فموضع (ما) رفع كأنه «٢» قال : يفتيكم فيهنّ ما يتلى عليكم. وإن شئت جعلت ما فى موضع خفض «٣» : يفتيكم اللّه فيهنّ وما يتلى عليكم غيرهنّ.
وقوله : وَالْمُسْتَضْعَفِينَ فى موضع خفض، على قوله «٤» : يفتيكم فيهنّ وفى المستضعفين. وقوله : وَأَنْ تَقُومُوا (أن) موضع خفض على قوله : ويفتيكم فى أن تقوموا لليتامى بالقسط.
وقوله : خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً... (١٢٨)
و النشوز يكون من قبل المرأة والرجل. والنشوز هاهنا من الرجل «٥» لامن المرأة.
ونشوزه أن تكون تحته المرأة الكبيرة فيريد أن يتزوّج عليها شابّة فيؤثرها فى القسمة والجماع. فينبغى له أن يقول للكبيرة : إنى أريد أن أتزوّج عليك شابّة وأوثرها عليك، فإن هى رضيت صلح ذلك له، وإن لم ترض فلها من القسمة ما للشابّة.
(٢) يريد أنه معطوف على فاعل «يفتيكم» وهو يعود على لفظ الجلالة. وسوّغ ذلك الفصل بقوله :«فيهنّ».
(٣) وهذا لا يجيزه البصريون لأنهم يوجبون فى العطف على الضمير المخفوض إعادة الخافض.
(٤) يريد أنه معطوف على الضمير فى «فيهنّ».
(٥) كذا فى ج، وفى ش :«الرجال».