معاني القرآن، ج ١، ص : ٢٩٦
الاتقاء خير لك، فإذا سقطت (هو) اتصل بما قبله وهو معرفة فنصب، وليس نصبه على إضمار (يكن) لأن ذلك يأتى بقياس يبطل هذا ألا ترى أنك تقول :
اتق اللّه تكن محسنا، ولا يجوز أن تقول : اتق اللّه محسنا وأنت تضمر (تكن) ولا يصلح أن تقول : انصرنا أخانا (وأنت «١» تريد تكن أخانا).
وقوله : وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ... (١٧١)
أي تقولوا : هم ثلاثة كقوله تعالى سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ فكل ما رأيته بعد القول مرفوعا ولا رافع معه ففيه إضمار اسم رافع لذلك الاسم.
وقوله : سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ يصلح فى (أن) من وعن، فإذا ألقيتا كانت (أن) فى موضع نصب. وكان الكسائىّ يقول : هى فى موضع خفض، فى كثير من أشباهها.
وقوله : وَلا يَجِدُونَ... (١٧٣)
ردّت على ما بعد الفاء فرفعت، ولو جزمت «٢» على أن تردّ على موضع الفاء كان صوابا، كما قال مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ «٣».
وقوله : إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ... (١٧٦)
(هلك) فى موضع جزم. وكذلك قوله وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ «٤» لو كان مكانهما يفعل كانتا جزما كما قال الكميت :
(٢) كأنه يريد أنّ هذه الجملة معطوفة على قوله فى الآية ١٧٢ «و من يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا» وما بين ذلك اعتراض، وإلا فلا يظهر وجه لما قال، فإن التلاوة هكذا :
«و أما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون اللّه وليا ولا نصيرا».
(٣) آية ١٨٦ سورة الأعراف. [.....]
(٤) آية ٦ سورة التوبة.