معاني القرآن، ج ١، ص : ٣٠٥
و قوله : أَرْبَعِينَ سَنَةً... (٢٦)
منصوبة بالتحريم «١». ولو قطعت الكلام فنصبتها بقوله (يتيهون) كان صوابا.
ومثله فى الكلام أن تقول : لأعطينّك ثوبا ترضى، تنصب الثوب بالإعطاء، ولو نصبته بالرضا تقطعه من الكلام من (لأعطينك) كان صوابا.
وقوله : فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ... (٢٧)
و لم يقل : قال الذي لم يتقبل منه (لأقتلنّك) لأن المعنى يدلّ على أن الذي لم يتقبّل منه هو القائل لحسده لأخيه : لأقتلنك. ومثله فى الكلام أن تقول : إذا اجتمع السفيه والحليم حمد، تنوى بالحمد الحليم، وإذا رأيت الظالم والمظلوم أعنت، وأنت تنوى : أعنت المظلوم، للمعنى الذي لا يشكل. ولو قلت : مرّبى رجل وامرأة فأعنت، وأنت تريد أحدهما لم يجز حتى يبيّن لأنهما ليس فيهما علامة تستدلّ بها على موضع المعونة، إلا أن تريد : فأعنتهما جميعا.
وقوله : فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ... (٣٠)
يريد : فتابعته.
وقوله : مِنْ أَجْلِ ذلِكَ... (٣٢)
جواب لقتل ابن آدم صاحبه.
وقوله : وَمَنْ أَحْياها يقول : عفا عنها، والإحياء هاهنا العفو.

(١) قال العكبري (أربعين سنة) ظرف لمحرمة، فالتحريم على هذا مقدّر، وجملة (يتيهون فى الأرض) حال من الضمير المجرور - وقيل هى ظرف ل «يتيهون» فالتحريم على هذا غير مؤقت.


الصفحة التالية
Icon