معاني القرآن، ج ١، ص : ٣١٨
و هذا جائز لأن الباء قد تكون واقعة فى الجحد كالمعرفة والنكرة، فيقول : ما أنت بقائم، والقائم نكرة، وما أنت بأخينا، والأخ معرفة، ولا يجوز أن تقول : ما قام من أخيك، كما تقول ما قام من رجل.
وقوله : وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ... (٧٥)
وقع «١» عليها التصديق كما «٢» وقع على الأنبياء. وذلك لقول اللّه تبارك وتعالى :
«فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا
«٣»
تَمَثَّلَ لَها» فلما كلّمها جبريل صلى اللّه عليه وسلم وصدّقته وقع عليها اسم الرسالة، فكانت كالنبىّ.
وقوله : ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ... (٨٢)
نزلت فيمن أسلم من النصارى. ويقال : هو النّجاشى وأصحابه. قال الفرّاء ويقال : النجاشي.
وقوله : لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا (٨٧) هم نفر من أصحاب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أرادوا أن يرفضوا الدنيا، ويجبّوا أنفسهم، فأنزل اللّه تبارك وتعالى :«لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا» أي لا تجبّوا أنفسكم.
وقوله : فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ... (٨٩)
فى حرف عبد اللّه :«ثلاثة أيام متتابعات» ولو نوّنت فى الصيام نصبت الثلاثة كما قال اللّه تبارك وتعالى :«أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ. يَتِيماً» «٤» نصبت

(١) أي يقع عليها هذه الصفة لاتصافها بها أي أنها تصدّق.
(٢) كذا فى ج. وفى ش :«على».
(٣) آية ١٧ سورة مريم.
(٤) آيتا ١٤، ١٥ سورة البلد.


الصفحة التالية
Icon