معاني القرآن، ج ١، ص : ٣٢٣
كما تقول : وراءك وراءك. فهذه الحروف كثيرة. وزعم الكسائىّ أنه سمع :
بينكما البعير فحذاه. فأجاز ذلك فى كلّ الصفات التي قد تفرد، ولم يجزه فى اللام ولا فى الباء ولا فى الكاف. وسمع بعض العرب تقول «١» : كما أنت زيدا، ومكانك زيدا. قال الفراء : وسمعت [بعض ] «٢» بنى سليم يقول فى كلامه : كما أنتنى، ومكانكنى، يريد انتظرنى فى مكانك.
ولا تقدّمنّ ما نصبته هذه الحروف قبلها لأنها أسماء، والاسم لا ينصب شيئا قبله تقول : ضربا زيدا، ولا تقول : زيدا ضربا. فإن قلته نصبت زيدا بفعل مضمر قبله كذلك قال الشاعر :
يا أيها المائح دلوى دونكا إن شئت نصبت (الدلو) بمضمر قبله، وإن شئت جعلتها رفعا، تريد : هذه دلوى فدونكا.
لا يَضُرُّكُمْ رفع، ولو جزمت كان صوابا كما قال فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تخف، ولا تَخافُ «٣» جائزان.
وقوله : شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ... (١٠٦)
يقول : شاهدان أو وصيّان، وقد اختلف فيه. ورفع الاثنين بالشهادة، أي ليشهدكم اثنان من المسلمين.

(١) كذا فى ش، ج. فإن كان القائل امرأة فهو صحيح، وإلا فهو نصحيف عن «يقول» إلا أن يريد ببعض العرب جماعة منهم. [.....]
(٢) زيادة يقتضيها السياق خلت منها نسختا ش، ج.
(٣) آية ٧٧ سورة طه.


الصفحة التالية
Icon