معاني القرآن، ج ١، ص : ٣٢٦
أنها نزلت، وكانت خبزا وسمكا. نزلت - فيما ذكر - يوم الأحد مرّتين، فلذلك اتخذوه عيدا. وقال بعض المفسّرين : لم تنزل لأنه اشترط عليهم أنه إن أنزلها فلم يؤمنوا عذّبهم، فقالوا : لا حاجة لنا فيها.
وقوله : يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ (١١٦) عِيسَى فى موضع رفع، وإن شئت نصبت «١». وأمّا ابْنَ فلا يجوز فيه إلا النصب. وكذلك تفعل فى كل اسم دعوته باسمه ونسبته إلى أبيه كقولك :
يا زيد بن عبد اللّه، ويا زيد بن عبد اللّه. والنصب فى (زيد) فى كلام العرب أكثر.
فإذا رفعت فالكلام على دعوتين، وإذا نصبت فهو دعوة. فإذا قلت : يا زيد أخا تميم، أو قلت : يا زيد ابن الرجل الصالح رفعت الأوّل، ونصبت الثاني كقول الشاعر «٢» :
يا زبرقان أخا بنى خلف ما أنت ويل أبيك والفخر
و قوله : هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ (١١٩) ترفع (اليوم) ب (هذا)، ويجوز أن تنصبه «٣» لأنه مضاف إلى غير اسم كما قالت العرب : مضى يومئذ بما فيه. ويفعلون ذلك به فى موضع الخفض قال الشاعر «٤» :
رددنا لشعثاء الرسول ولا أرى كيومئذ شيئا تردّ رسائله

(١) كذا فى ش. وفى ج :«نصب».
(٢) هو المخبل السعدىّ، يهجو الزبرقان بن بدر. وبنو خلف رهطه الأدنون من تميم. وانظر الكتاب ١/ ١٥١، والخزانة ٢/ ٥٣٥.
(٣) وهو قراءة نافع، ووافقه ابن محيصن.
(٤) هو جرير. والبيت من قصيدته التي أوّلها :
أ لم تر أن الجهل أقصر باطله وأمسى عماه قد تجلت مخابله.
[.....]


الصفحة التالية
Icon