معاني القرآن، ج ١، ص : ٣٢٩
إذ لم يكن فيه ألف ولام. ولو استأنفته فرفعته كان صوابا كما قال :
رَبِّ السَّماواتِ «١» وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ :
و قوله : وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ (١٨) كلّ شىء قهر شيئا فهو مستعل عليه.
وقوله : لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ (١٩) يريد : ومن بلغه القرآن من بعدكم، و(بلغ) صلة ل (من). ونصبت (من) بالإنذار. وقوله : آلِهَةً أُخْرى ولم يقل : أخر لأن الآلهة جمع، (والجمع) «٢» يقع عليه التأنيث كما قال اللّه تبارك وتعالى : وَلِلَّهِ «٣» الْأَسْماءُ الْحُسْنى وقال اللّه تبارك وتعالى : فَما «٤» بالُ الْقُرُونِ الْأُولى ولم يقل : الأول والأوّلين. وكلّ ذلك صواب.
وقوله : يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ (٢٠) ذكر أنّ عمر بن الخطاب قال لعبد اللّه بن سلام : ما هذه المعرفة التي تعرفون بها محمدا صلى اللّه عليه وسلم؟ قال : واللّه لأنابه إذا رأيته أعرف منى بابني وهو يلعب مع الصبيان لأنى لا أشكّ فيه أنه محمد صلى اللّه عليه وسلم ولست أدرى ما صنع النساء فى الابن. فهذه المعرفة لصفته فى كتابهم.
وجاء التفسير فى قوله : خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ يقال : ليس من مؤمن ولا كافر إلا له منزل فى الجنة وأهل وأزواج، فمن أسلم وسعد صار إلى منزله وأزواجه

(١) آية ٣٧ سورة النبأ. وقراءة رفع «رب» و«الرحمن» عند نافع وابن كثير وأبى عمرو وأبى جعفر، وقراءة ابن عامر وعاصم ويعقوب بجرّهما.
(٢) سقط ما بين القوسين فى ج، وثبت فى ش.
(٣) آية ١٨٠ سورة الأعراف. [.....]
(٤) آية ٥١ سورة طه.


الصفحة التالية
Icon