معاني القرآن، ج ١، ص : ٣٤٠
و قوله : كُنْ فَيَكُونُ... (٧٣)
يقال إنّ قوله : فَيَكُونُ للصّور خاصّة، أي يوم يقول للصّور : كُنْ فَيَكُونُ.
ويقال إن قوله : كُنْ فَيَكُونُ لقوله «١» هو الحقّ من نعت القول، ثم تجعل فعله يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ يريد : يكون قوله الحقّ يومئذ. وقد يكون أن تقول :
وَ يَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ لكل شىء فتكون كلمة مكتفية وترفع القول بالحقّ، وتنصب (اليوم) لأنه محل لقوله الحقّ.
والعرب تقول : نفخ فى الصور ونفخ، وفى قراءة عبد اللّه : كهيئة الطير فأنفخها فتكون طيرا بإذنى «٢» وقال الشاعر :
لو لا ابن جعدة لم يفتح قهندزكم ولا خراسان حتى ينفخ الصور «٣»
و يقال : إن الصور قرن، ويقال : هو جمع للصور «٤» ينفخ فى الصور فى الموتى.
واللّه أعلم بصواب ذلك.
وقوله : وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ... (٧٤)
يقال : آزر فى موضع خفض ولا يجرى لأنه أعجمىّ. وقد أجمع أهل النسب على أنه ابن تارح، فكأن آزر لقب له. وقد بلغني أن معنى (آزر) فى كلامهم معوّج، كأنه عابه بزيغه وبعوجه عن الحقّ. وقد قرأ بعضهم «٥» لِأَبِيهِ آزَرَ بالرفع على النداء (يا) وهو وجه حسن. وقوله : أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً نصبت الأصنام بإيقاع الفعل عليها، وكذلك الآلهة.
(٢) هذا فى الآية ١١٠ سورة المائدة.
(٣) القهندز كلمة أعجمية معناها الحصن أو القلعة فى وسط المدينة. وهو اسم لأربعة مواضع.
(٤) كذا. والمراد أنه جمع مرادف للصور - بضم الصاد وفتح الواو - فى أنه جمع صورة. وقد يكون الأصل :«للصورة». [.....]
(٥) هو يعقوب.