معاني القرآن، ج ١، ص : ٣٤٤
و قوله : وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى... (٩٢)
يقال فى التفسير : إنّ «١» أمّ القرى مكّة.
وقوله : وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ الهاء تكون لمحمد صلى اللّه عليه وسلم وللتنزيل.
وقوله : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً... (٩٣)
يقال : إنها نزلت فى مسيلمة الكذّاب، وذلك أنه ادّعى النبوة.
وَ مَنْ قالَ سَأُنْزِلُ ومن فى موضع خفض. يريد : ومن أظلم من هذا ومن هذا الذي قال : سأنزل مثل ما أنزل اللّه. نزلت فى عبد اللّه بن سعد بن أبى سرح.
وذلك أنه كان يكتب لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فإذا قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ كتب سَمِيعٌ عَلِيمٌ أو عَزِيزٌ حَكِيمٌ فيقول له النبي صلى اللّه عليه وسلم : سواء حتى أملّ عليه قوله : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ «٢» إلى قوله : ثُمَّ «٣» أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فقال ابن أبى سرح فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ تعجّبا من تفصيل خلق الإنسان، قال فقال له النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : هكذا أنزلت علىّ، فشكّ وارتدّ. وقال : لئن كان محمد صلى اللّه عليه وسلم صادقا لقد أوحى إلىّ (كما «٤» أوحى إليه) ولئن كان كاذبا لقد قلت مثل ما قال، فأنزل اللّه تبارك وتعالى فيه : وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ.
(٢) آية ١٢ سورة المؤمنون.
(٣) آية ١٤ سورة المؤمنون.
(٤) سقط ما بين القوسين فى ش، وثبت فى ج.