معاني القرآن، ج ١، ص : ٣٦٦
و قوله : أَنْ تَقُولُوا إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ (١٥٦) (أن) فى موضع نصب من مكانين. أحدهما : أنزلناه لئلا تقولوا إنما أنزل. والآخر من قوله : واتقوا أن تقولوا، (لا) يصلح فى موضع (أن) هاهنا كقوله : يُبَيِّنُ «١» اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا يصلح فيه لا تضلون كما قال : سَلَكْناهُ «٢» فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ. لا يُؤْمِنُونَ بِهِ.
وقوله : هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ (١٥٨) لقبض أرواحهم : أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ : القيامة أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ :
طلوع الشمس من مغربها.
وقوله : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ (١٥٩) قرأها علىّ «٣» (فارقوا)، وقال : واللّه ما فرّقوه ولكن فارقوه. وهم اليهود والنصارى. وقرأها الناس فَرَّقُوا دِينَهُمْ وكلّ وجه.
وقوله : لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ يقول من قتالهم فى شىء، ثم نسختها :
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ «٤».
وقوله : فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها (١٦٠) من خفض يريد : فله عشر حسنات أمثالها. ولو قال هاهنا : فله عشر مثلها يريد عشر حسنات مثلها كان صوابا. ومن قال :

(١) آية ١٧٦ سورة النساء. [.....]
(٢) آيتا ٢٠٠، ٢٠١ سورة الشعراء.
(٣) وهى قراءة حمزة والكسائي.
(٤) آية ٥ سورة التوبة.
.


الصفحة التالية
Icon