معاني القرآن، ج ١، ص : ٣٧٦
و قوله : كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (٢٩) يقول : بدأكم فى الخلق شقيا وسعيدا، فكذلك تعودون على الشقاء والسعادة :
و قوله : فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ (٣٠) ونصب الفريق بتعودون، وهى فى قراءة أبىّ : تعودون فريقين فريقا هدى وفريقا حقّ عليهم الضلالة. ولو كانا رفعا كان صوابا كما قال تبارك وتعالى :
كان «١» لكم آية فى فئتين التقتا فئة تقاتل فى سبيل اللّه وأخرى كافرةو «فئة» «٢» ومثله : وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ «٣». وقد يكون الفريق منصوبا بوقوع «هدى» عليه ويكون الثاني منصوبا بما «٤» وقع على عائد ذكره من الفعل كقوله : يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً «٥».
وقوله : وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ (٢٩) يقول : إذا أدركتك الصلاة وأنت عند مسجد فصلّ فيه، ولا تقولن : آتى مسجد قومى. فإن كان فى غير وقت الصلاة صليت حيث شئت.
وقوله : قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ (٣٢)
(٢) يريد رفع فئة فى الآية ونصبها. ويجوز فى الآية أيضا خفض فئة بدلا من «فئتين». وانظر ص ١٩٢ من هذا الجزء.
(٣) آية ٧ سورة الشورى.
(٤) يريد النصب على الاشتغال. والعامل هنا يقدر فى معنى المذكور أي أضل.
(٥) آية ٣١ سورة الإنسان.