معاني القرآن، ج ١، ص : ٣٧٨
و قوله : قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ (٣٣) (والإثم) ما دون الحدّ (والبغي) الاستطالة على الناس.
وقوله : أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ (٣٧) يقال : ينالهم ما قضى اللّه عليهم فى الكتاب من سواد الوجوه وزرقة الأعين.
وهو قوله : وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ «١» ويقال هو ما ينالهم فى الدنيا من العذاب دون عذاب الآخرة، فيكون من قوله :
وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ «٢» مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ.
وقوله : كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها (٣٨) يقول : التي سبقتها، وهى أختها فى دينها لا فى النسب. وما كان من قوله :
وَ إِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً «٣» فليس بأخيهم فى دينهم ولكنه منهم.
وقوله : لا تُفَتَّحُ لَهُمْ (٤٠) ولا يفتّح وتفتّح. وإنما يجوز التذكير والتأنيث فى الجمع لأنه يقع عليه التأنيث فيجوز فيه الوجهان كما قال : يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ «٤» و«يشهد» فمن ذكّر قال : واحد الألسنة ذكر فأبنى على الواحد إذ كان الفعل يتوحد إذا تقدّم الأسماء المجموعة، كما تقول ذهب القوم.
(٢) آية ٢١ سورة السجدة.
(٣) آية ٨٥ سورة الأعراف.
(٤) آية ٢٤ سورة النور. وقد قرأ بالياء حمزة والكسائي وخلف، وقرأ الباقون بالتاء.