معاني القرآن، ج ١، ص : ٣٨٧
و قوله : فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ (١٠٧) هو الذكر وهو أعظم الحيّات.
وقوله : يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَما ذا تَأْمُرُونَ (١١٠) فقوله : يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ من «١» الملأ فَما ذا تَأْمُرُونَ من كلام فرعون. جاز ذلك على كلامهم إياه، كأنه لم يحك وهو حكاية. فلو صرّحت بالحكاية لقلت : يريد أن يخرجكم من أرضكم، فقال : فماذا تأمرون. ويحتمل القياس أن تقول على هذا المذهب : قلت لجاريتك قومى فإنى قائمة (تريد «٢» : فقالت :
إنى قائمة) وقلّما أتى مثله فى شعر أو غيره، قال عنترة :
الشاتمى عرضى ولم أشتمهما والناذرين إذا لقيتهما دمى «٣»
فهذا شبيه بذلك لأنه حكاية وقد صار كالمتصل على غير حكاية ألا ترى أنه أراد : الناذرين إذا لقينا عنترة لنقتلنّه «٤»، فقال : إذا لقيتهما، فأخبر عن نفسه، وإنما ذكراه غائبا. ومعنى لقيتهما : لقيانى.

(١) أي صادر منهم إذ كان من كلامهم.
(٢) ثبت ما بين القوسين فى ش، وسقط فى ج.
(٣) البيت من معلقته. وكان قتل ضمضما المري أبا الحصين وهرم، فكانا ينالانه بالسب، ويتوعدانه بالقتل. وقبل البيت :
و لقد خشيت بأن أموت ولم تدر للحرب دائرة على ابني ضمضم
و بعده : إن يفعلا فلقد تركت أباهما جزر السباع وكل نسر قشعم
(٤) فى ش، ج :«لقتلته». وهو محرف عما أثبتنا.


الصفحة التالية
Icon