معاني القرآن، ج ١، ص : ٣٩٠
و يقولون : عبد اللّه يقوم وإما يقعد. وفى قراءة أبىّ : وإنا «١» وإيّاكم لإمّا على هدى أو فى ضلال فوضع أو فى موضع إما. وقال الشاعر :
فقلت لهن امشين إمّا نلاقه كما قال أو نشف النفوس فنعذرا «٢»
و قال آخر «٣» :
فكيف بنفس كلما قلت أشرفت على البرء من دهماء هيض اندمالها
تهاض بدار قد تقادم عهدها وإمّا بأموات ألمّ خيالها
فوضع (وإمّا) فى موضع (أو). وهو على التوهم إذا طالت الكلمة بعض الطول أو فرقت بينهما بشىء هنالك يجوز التوهم كما تقول : أنت ضارب زيد ظالما وأخاه حين فرقت بينهما ب (ظالم) جاز نصب الأخ وما قبله مخفوض. ومثله يا ذَا «٤» الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً وكذلك قوله إِمَّا «٥» أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى.
وقوله : تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ (١١٧) وتَلْقَفُ «٦». يقال لقفت»
الشيء فأنا ألقفه لقفا، يجعلون مصدره لقفانا. وهى فى التفسير : تبتلع.
(٢) «نلاقه» مجزوم فى جواب الأمر، وكذا المعطوف عليه «نشف». وترى فى البيت أن :
«أو» خلفت «إما». [.....]
(٣) هو الفرزدق. والشعر مطلع قصيدة طويلة يمدح فيها سليمان بن عبد الملك ويهجو الحجاج. وقوله :
من دهماء أي من حب هذه المرأة. ويقال : هاض العظم : كسره بعد الجبر.
(٤) آية ٨٦ سورة الكهف.
(٥) آية ٦٥ سورة طه.
(٦) والأولى - أي سكون اللام وتخفيف القاف - قراءة حفص عن عاصم. والثانية قراءة الباقين.
(٧) كذا فى ج. وفى ش «تلقفت».