معاني القرآن، ج ١، ص : ٣٩٢
و قوله : وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ (١٣٠) أخذهم بالسنين : القحط والجدوبة عاما بعد عام.
وقوله : فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ (١٣١) والحسنة هاهنا الخفض «١».
وقوله : لَنا هذِهِ يقولون : نستحقّها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يعنى الجدوبة يَطَّيَّرُوا يتشاءموا بِمُوسى كما تشاءمت اليهود بالنبيّ صلى اللّه عليه وسلم بالمدينة، فقالوا : غلت أسعارنا وقلّت أمطارنا مذ أتانا.
وقوله : فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ (١٣٣) أرسل اللّه عليهم السماء سبتا «٢» فلم تقلع ليلا ونهارا، فضاقت بهم الأرض من تهدّم بيوتهم وشغلهم عن ضياعهم، فسألوه أن يرفع عنهم، فرفع فلم يتوبوا، فأرسل اللّه عليهم (الجراد) فأكل ما أنبتت «٣» الأرض فى تلك السنة. وذاك أنهم رأوا من غبّ ذلك المطر خصبا لم يروا مثله قطّ، فقالوا : إنما كان هذا رحمة لنا ولم يكن عذابا. وضاقوا بالجراد فكان قدر ذراع فى الأرض، فسألوه أن يكشف عنهم ويؤمنوا، فكشف «٤» اللّه عنهم وبقي لهم ما يأكلون، فطغوا به وقالوا (لن نؤمن لك) فأرسل اللّه عليهم (القمل) وهو الدّبى «٥» الذي لا أجنحة له، فأكل كلّ ما كان أبقى الجراد، فلم يؤمنوا فأرسل اللّه (الضفادع) فكان أحدهم يصبح وهو على فراشه متراكب، فضاقوا بذلك، فلمّا كشف عنهم لم يؤمنوا، فأرسل اللّه عليهم

(١) كذا فى ش، وفى ج :«الخصب». ومعناهما واحد.
(٢) أي أسبوعا من السبت إلى السبت.
(٣) كذا فى ج. وفى ش :«أنبت».
(٤) كذا فى ش. وفى ج :«فكشفه».
(٥) الدبى : الجراد قبل أن يطير، واحدة دباة.


الصفحة التالية
Icon