معاني القرآن، ج ١، ص : ٣٩٣
(الدم) فتحوّلت عيونهم وأنهارهم دما حتى موّتت الأبكار، فضاقوا بذلك وسألوه أن يكشفه عنهم فيؤمنوا، فلم يفعلوا، وكان العذاب يمكث عليهم سبتا، وبين العذاب إلى العذاب شهر، فذلك قوله آياتٍ مُفَصَّلاتٍ ثم وعد اللّه موسى أن يغرق فرعون، فسار موسى من مصر ليلا. وبلغ ذلك فرعون فأتبعه - يقال فى ألف ألف ومائة ألف سوى كتيبته التي هو فيها، ومجنّبتيه «١» - فأدركهم هو وأصحابه مع طلوع الشمس. فضرب موسى البحر بعصاه فانفرج له فيه اثنا عشر طريقا. فلمّا خرجوا تبعه فرعون وأصحابه فى طريقه، فلما كان أوّلهم يهمّ بالخروج وآخرهم فى البحر أطبقه اللّه تبارك وتعالى عليهم فغرّقهم. ثم سأل موسى أصحابه أن يخرج فرعون ليعاينوه، فأخرج هو وأصحابه، فأخذوا من الأمتعة والسلاح ما اتخذوا به العجل.
وقوله : عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ (١٤٨) كان جسدا مجوّفا. وجاء فى التفسير أنه خار مرة واحدة.
وقوله : وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ (١٤٩) من الندامة. ويقال : أسقط لغة. و(سقط فى أيديهم) أكثر وأجود. قالوا لئن لم ترحمنا ربّنا نصب «٢» بالدعاء (لئن لم ترحمنا ربنا) ويقرأ (لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا) والنصب أحبّ إلىّ لأنها فى مصحف عبد اللّه (قالوا ربّنا لئن لم ترحمنا).
وقوله : أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ (١٥٠) تقول : عجلت الشيء : سبقته، وأعجلته استحثثته «٣».

(١) تثنية مجنبة. وهى فرقة من الجيش، تكون فى إحدى جانبيه، وللجيش مجنبتان : اليمنى واليسرى. [.....]
(٢) وهى قراءة حمزة والكسائىّ وخلف.
(٣) فى ش، ج :«استحيته» وهو مصحف عما أثبتنا.


الصفحة التالية
Icon