معاني القرآن، ج ١، ص : ٤٠٦
للكافرين عذاب النّار) ومثله فى كتاب اللّه تبارك وتعالى : خَتَمَ «١» اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ قرأها عاصم فيما حدّثنى المفضل، وزعم أن عاصما أخذها عليه مرتين بالنصب. وكذلك قوله : وَحُورٌ عِينٌ «٢».
وقوله : ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ (١٨) ومُوهِنُ. فإن شئت أضفت، وإن شئت نوّنت ونصبت «٣»، ومثله : إِنَّ «٤» اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ، وبالغ أمره وكاشِفاتُ «٥» ضُرِّهِ، وكاشفات ضرّه.
وقوله : وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى (١٧) دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم بدر بكفّ من تراب فحثاه فى وجوه القوم، وقال : شاهت الوجوه، أي قبحت، فكان ذلك أيضا سبب هزمهم «٦».
وقوله : إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ (١٩) (قال «٧» أبو جهل يومئذ : اللهم انصر أفضل الدينين وأحقّه بالنصر، فقال اللّه تبارك وتعالى إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ يعنى النصر.
(٢) الآية ٢٢ من سورة الواقعة. ويريد المؤلف قراءة أبى وعبد اللّه بن مسعود (وحورا عينا) على معنى : ويعطون هذا كله وحورا عينا كما فى البحر ٨/ ٢٠٦
(٣) الإضافة والتنوين فى الوصفين من فعّل وأفعل وقرى بكل هذه الأوجه ما عدا النصب مع الوصف من أوهن.
(٤) آية ٣ سورة الطلاق. وقراءة حفص بالإضافة والباقين بالتنوين ونصب أمره.
(٥) آية ٣٨ سورة الزمر. قرأ بالتنوين أبو عمرو ويعقوب وقرأ الباقون بغير تنوين.
(٦) كذا فى ش، ج. وفى ا :«هزيمتهم».
(٧) سقط ما بين القوسين فى ا.