معاني القرآن، ج ١، ص : ٤٠٩
النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بالخبر، فخرج من مكّة هو وأبو بكر. فقوله (ليثبتوك) :
ليحبسوك فى البيت. (أو يخرجوك) على البعير «١» (أو يقتلوك).
وقوله : وَإِذْ قالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ (٣٢) فى (الحق) النصب والرفع «٢» إن جعلت (هو) اسما رفعت الحق بهو. وإن جعلتها عمادا بمنزلة الصلة نصبت الحق. وكذلك فافعل فى أخوات كان، وأظنّ وأخواتها كما قال اللّه تبارك وتعالى وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ «٣» تنصب الحق لأن (رأيت) من أخوات ظننت. وكل موضع صلحت فيهارفع «١» فتقول «٢» : رأيت زيدا هو قائم ورأيت عمرا هو جالس. وقال الشاعر :
أجدّك لن تزال نجىّ همّ تبيت الليل أنت له ضجيع
و يجوز النصب فى (ليت) بالعماد، والرفع لمن «٣» قال : ليتك قائما. أنشدنى الكسائىّ :
ليت الشباب هو الرجيع على الفتى والشيب كان هو البديء الأوّل «٤»
و نصب فى (ليت) على العماد ورفع فى كان على الاسم. والمعرفة والنكرة فى هذا سواء.
وقوله : إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ (١٦) هو استثناء والمتحيز غير من. وإن شئت جعلته من صفة «٥» من، وهو على مذهب قولك : إلا أن يوليهم يريد الكرّة، كما تقول فى الكلام : عبد اللّه يأتيك إلّا ماشيا، ويأتيك إلا أن تمنعه الرحلة. ولا يكون (إلا) هاهنا على معنى قوله إِلى «٦» طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ لأن (غير) فى مذهب (لا) ليست فى مذهب (إلا).

(١) فى ج :«فارتفع».
(٢) فى ا :«فأقول».
(٣) هذا راجع للنصب.
(٤) الرجيع : المرجوع فيه : أراد به المتأخر، والبديء : الأوّل.
(٥) يريد بصفتها ما بعدها من فعل الشرط، وهو (يولهم)، يريد الضمير فى الفعل.
(٦) آية ٥٣ سورة الأحزاب.


الصفحة التالية
Icon